124

وأما قول من قال: ذهب حديثه، فلعلهم أرادوا ذهبت كتبه فضاع حديثه، بل هو الظاهر، لأن عبارة الجرح المعروفة ذاهب الحديث لا ذهب حديثه.

وأما الرواية عن أبي زرعة فلعله أراد ما رواه في الفضائل، بناء على ظنه لمخالفتها لعقيدته في الصحابة.

وأما سيف فقد أفاد في الميزان أنه أخرج له الترمذي، فدل ذلك على أنه لا يرى فيه رأي ابن الجوزي، ومع هذا فللحديث أسانيد.

قال السيوطي في اللألئ ( ج 1 ص 326 ): أخرجه الخطيب، أنبأنا أحمد بن محمد بن غالب، حدثنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا أحمد بن حفص السعدي، حدثنا محمد بن أبان، حدثنا داود بن مهران، حدثنا سيف بن محمد، عن سفيان به.

وأخرجه الحاكم في المستدرك، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا عبيد بن حاتم الحافظ، حدثنا محمد بن حاتم المؤدب، حدثنا سيف بن محمد، حدثنا سفيان الثوري به. والحديث في مستدرك الحاكم ( ج 3 ص 136 ).

قال السيوطي: وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده، حدثنا يحيى بن هاشم، حدثنا الثوري به.

ويحيى هو السمسار كذاب. قلت: إذا كان من أصولهم جرح من روى ما يخالف عقيدتهم في الصحابة من الشيعة، فلا ينبغي الالتفات إلى جرحهم لرواة هذه الفضائل.

قال السيوطي: وقال أبو بكر بن أبي عاصم: حدثنا أبو مسعود، حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم الكندي، عن سلمان، قال: (( أول هذه الأمة ورودا على نبيها، أولها إسلاما علي بن أبي طالب )). وهذه متابعة قوية جدا ولا يضر إيراده بصيغة الوقف، لأن له حكم الرفع.

Page 124