الهمم، ترتفع بنهضته العزائم إلى حضرة القرب، تنحدر بجاذبيته المواهب إلى حظيرة القلب، وراءه السيف المصلت(1)، إذ هو مخبا في طيه، يلقى هو أولا، ويقوم له السيف ثانيا، فهو من آلاته، من مواده، يعمل له ليرجع النظم إليه.
كلمة يقولها القائل وهو كافر زتديق، فيقف بها في صف المؤمنين الموقني!(2
وكلمة يقولها القائل، وهو مؤمن وثيق، فيقف بها في صف الكافرين الجاجدين!(3)
ببيعتك- أيها الليب - على اسم ربك، بعهدك على طريق نبيك، تتصدر في محاضر القدس، هي كلمة قلتها، ووقفت عندها، فدخلت في القوم الذين الزمهم {كلمة النقوى وكانوا احق بها وأملهأ* (الفشح: 26) .
الكلام الذى ينطق به لسانآك، ويأتي بموكبه(4) فمك: آية قلبك، خزانة سرك، مجموع شرائف عينيتك، مواد صفاتك، نظم ليات ذاتك، أفرغت لك فيه بعد أن خرج من فيك، كتب عنك، بل كتبك على الرقاع، نقل عنك، بل نقلك إلى الأسماع، أطافك في الأفواه والصحاف، أقامك في المجالس والدواوين، أثبتك في العيون والقلوب.
Page 93