امتازك ربلك بالعقل، ورفع به درجتك على من هو دونك، وأعطاك لسانا يقذف درر الحكمة إلى سامعيه، فيختلب(1) بها قلوبهم، ويشعل البابهم، ويعقد هممهم، ويؤقفهم عند حدودهم، ويجمعهم على صعيد القصد، فلا تستصغر شرف الكلام، وتههل مرتبته التي هي أعلى المراتب المتدلية من العلى تدنيا إلى العالم الأدنى .
هذه: (أ. ب. ت . ث . ج. ح. خ . د. ذ . ر . ز . س. ش. ص. ض. ط. ظ. ع. غ. ف. ق. ك. ل. م. ن. 5. و. ل. ي)
هي حروف التهجي، ورابطة نظم الكلام، وكتاب الله المنزل على آدم ليكل، والكلام سيف الله الذي يجمع به ويفرق، ويبنض به ويحبب، ويفعل به العجائب، تصلح به القلوب، ترتبط به الأسرار، تلين بسببه الخواطر، تحصل به الألفة والمودة، تشق به العصا، تنحدر من موجته سيول الفتن، تطلق بسيال محدره عوائث(2) غثاء (3) المحن، (6/ ب] تنشط بهمة أساليبه
Page 92