اجلب معك - عدا عن العشرة آلاف دولار - عقلك ورصانتك؛ لأنك إن انتفخت خربت. (5)
لا تجلب معك إلا القليل من الثياب، هنا الرجال يتأنقون في اللبس كثيرا، وأعظم خياطي الأرض في بيروت. (6)
لا تجلب معك هدية لأحد، لا تفتح ها الباب. أما ما كنا نتخيله عن مناظر لبنان ومناخه وفاكهته ومآكله، فهو أقل بكثير من الحقيقة، الجنة هنا يا شمدص.
قرأت أن حكومتنا عينت عندكم سليمان الحلبي قنصلا فخريا، لا بأس بسليمان، دون سلمون . ولكن يا ليتهم عينوا نجيب رافع، زره عني، وسلم عليه، وقبل يده، بطنها وقفاها، وقل له إنني لا أنسى جميله ما حييت. على هذا الرجل ينطبق خطاب الأستاذ شولح الذي تغنى بالمغتربين.
ثم يا شمدص أخبرك أنه في لبنان حتى يكون لك شأن يجب أن يصبح لك مركز رسمي: رئيس جمعية، أو سكرتير نقابة. ولا أكتمك أن أكثر هذه المؤسسات تبدأ بأكل الشوربا وتنتهي بشرب الأنخاب. وليس لي أمل بتزعم أي منها، فكل الكليات والمدارس لها جمعيات متخرجين وتلامذة قدماء، كذلك كل المهن لها نقاباتها، ففكرت أنك إن رجعت نؤسس جمعية «مغتربي
Villa grande »؛ أنت سكرتير، وأنا رئيس، ونسند بعضنا بقصص مغامراتنا، وكبير شأننا. هنا يصدقون كل القصص عن المغتربين، شيء من الكنفشة يفرح القلب. هذا، وسلم لي على الإخوان، يدي إلى قلبي.
أخوك: عوسج شنديب
رئيس جمعية فيلا جراندي مستقبلا
على فوقه: هل جمعت لي شيئا من الدين القديم الذي تركته بين يديك؟ ثم بعد كتابة ما تقدم جاءنا يوسف ابن عمنا معتذرا وفي يده صك بيته يريد أن يرهنه ليؤمن لي المئتي دولار. ألم أقل لك إن أفراد شعبنا أشراف؟ بل ولكن، يجوز أنه يقصد أن يستدين من جديد، والصك تمهيد، ثم قل ل «ريمندو» ابني حين يكتب لي أن لا يخاطبني ب «بابا»، فبعض مكاتيبه ضاعت، كذلك يمكنك أن تدفع للمحامي «أميليو تيرونا» لا أكثر من خمسماية دولار شرط أن يمزق ورقة زواجي من سجل البلدية، الكلام بسرك أريد أن أتزوج هنا من جديد. جميلة؟ سي سنيور!
سفري إلى الفلبين
Unknown page