133

Gatherings of Remembrance from the Hadith of the Messenger

مجالس التذكير من حديث البشير النذير

Publisher

مطبوعات وزارة الشؤون الدينية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م

Genres

المحافظة عليها، وعمارتها بالطاعات حتى لا يخسرها، وتنقص من عمره بلا فائدة، فيكون مغبونا فيها. تفريغ على الحديث: فإذا عمر الإنسان وقت فراغه من الكد لعيشه، بطاعة من طاعات الله واستعمل بدنه مغتنما فرصة صحته فيها، ثم عرض شغل من اشغال عيشه فقطعه عنها، او طرأ عليه مرض فمنعه منها ونيته المداومة على تلك الطاعة لولا الشاغل والمانع، فإنه يكتب له في شغله وفي مرضه، ثواب ما كان يعمله في صحته وفراغه، ومن الدليل على ذلك حديث البخاري ﵁ عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ﵃ سمعت أبا موسى مرارا يقول: قال رسول الله- ﵌: «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا، والسفر نوع من الشغل». تفريغ آخر: وإذا كان المؤمن عاملا في طاعة الله تعالى أيام صحته وفراغه ثم مرض فإن له أجرين: أجرا على ما كان يعمل في صحته بدليل ما تقدم، وأجرا على مرضه. لقوله ﵌: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه». رواه البخاري- ﵁ وكذلك إذا شغل بالسعي على نفسه أو على العيال، فإن له أجرين أجر ما شغل عنه، وأجر سعيه على عياله، وأدلة ثواب الساعي على عياله كثيرة، منها حديث الرجل الذي رأى الصحابة- ﵃ من جلده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله: لو كان في سبيل الله. فقال رسول الله ﵌: «إن خرج

1 / 137