وفي سنن أبي داود عن عامر بن ربيعة قال:
عَطَس شابٌّ من الأنصار خلف رسول الله ﷺ وهو في الصلاة، فقال: "الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، حتى يرضى ربنا، وبعدما يرضى من أمر الدنيا والآخرة"، فلما انصرف رسول الله ﷺ قال: "مَن القائل الكلمة؟ فسكت الشابُّ، ثم قال: من القائل الكلمة، فإنه لم يقل بأسًا؟ فقال: يا رسول الله؛ أنا قلتُها، لم أُرد بها إلا خيرًا، [قال] (^١). ما تناهت دون عرش الرحمن جلَّ ذكره" (^٢).
وفي مسجد الإمام أحمد عن وائل بن حُجر قال:
صليت مع رسول الله ﷺ، فقال رجل: "الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه" فلما صلَّى رسول الله ﷺ قال: "من القائل؟ قال الرجل أنا يا رسول الله، وما أردتُ إلا الخير، فقال: لقد فُتحت لها أبواب السماء، فلم
_________
= حجر عن ذلك فقال:
"والجواب: أنه لا تعارض بينهما، بل يحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رأس رسول الله ﷺ، ولا مانع أن يكني عن نفسه لِقصد إخفاء عمله، أو كُنى عنه لنسيان بعض الرواة لاسمه، وأما ما عدا ذلك من الإختلاف فلا يتضمن إلا زيادة لعل الراوي اختصرها" (فتح الباري) ٢/ ٣٣٤.
(^١) ساقط من المخطوط، وأثبتها من الأصول.
(^٢) أخرجه: أبو داود رقم ٧٧٤، ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) رقم ٧٢٧، وإبن السني (عمل اليوم والليلة) رقم ٢٦٤، وابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني) رقم ٣٢٥.
وعزاه الحافظ إلى الطبراني وابن السني وقال بسند لا بأس به. (الفتح) ١٠/ ٦١٦.
وضعفه الألباني (ضعيف أبي داود) رقم ١٦٢.
1 / 29