ورابعًا: أن لغةَ الفتيا، ونَفَسَ التدوين، وطريقة العرض والاستدلال، ومنهجَ المناقشة والردِّ؛ توافِق ما تميز به أسلوب ابن القيم ﵀ في: صياغة مؤلفاته.
وخامسًا: أن العلَاّمة محمد بن أحمد السفَّاريني الحنبلي (١١٨٨) قد اختصر هذه الفتيا، وضمَّنها كتابه "غذاء الألباب"، وذكرها في مقدمة الكتاب عند الكلام على مسائل الحمد، وعَنْوَنَ لها بـ (فائدة)، وصرَّح بنسبتها لابن القيم ﵀ (^١).
النسخ المعتمدة في التحقيق:
تحصَّل لنا من هذه الفتيا نسختان:
النسخة الأولى:
نسخةٌ قديمةٌ، ضمن مجموع يحمل رقم (١١٧٤٠ ب)، محفوظ في ليدن، منها صورة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض، وعنه حصلنا على صورة من المخطوط، وعدد صفحاتها أربع صفحاتٍ، وهذا المجموع غير مرقم.
والنسخة ليس عليها تاريخ النسخ، ولا اسم الناسخ، وخطها يشبه
_________
= نعمة الله عليه بأن جعل لكتابه "السنن الكبرى" المكانة العالية عند العلماء، فقال: "ووقع كتاب السنن إلى الشيخ الإمام أبي محمد عبد الله بن يوسف الجويني -والد إمام الحرمين- بعدما أنفق على تحصيله شيئًا كثيرًا، فارتضاه وشكر سَعْيي فيه، فالحمد لله على هذه النعمة حمدًا يوازيها، وعلى سائر نعمته حمدًا يكافيها".
(معرفة السنن والآثار) ١/ ١٤٢ بتصرف يسير.
(^١) انظر (غذاء الألباب) ١/ ٢٠.
المقدمة / 16