142

Futuhat Makkiyya

الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية

Publisher

دار إحياء التراث العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

1418هـ- 1998م

Publisher Location

لبنان

ألم تر أن الله أعطاك سورة . . . ترى كل ملك دونها يتذبذب أراد منزلة وققيل لموسى عليه السلام إخلع نعليك أي قد وصلت المنزل فإنه كلمه الله بغير وا سطة بكلامه سبحانه بلا ترجمان ولذلك أكده في التعريف لنا بالمصدر فقال تعالى وكلم الله موسى تكليما وخمن وصل إلى المنزل خلع نعليه فبانت رتبة المصلي بالنعلين وما معنى المناجاة في الصلاة وأنها ليست بمعنى الكلام الذي حصل لموسى عليه السلام فإنه قال في المصلي يناجي والمناجاة فعل فاعلين فلا بد من لباس النعلين إذ كان المصلي مترددا بين حقيقتين والتردد بين أمرين يعطي المشي بينهما بالمعنى دل عليه تباللفظ لباس النعلين ودل عليه قول الله تعالى بترجمة النبي صلى الله عليه وسلم عنه قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ما سأل ثم قال يقول العبد الحمد لله رب العالمين فوصفه أن العبد مع نفسه في قوله الحمد لله رب العالمين يسمع خالقه ومناجيه ثم نيرحل العبد من منزل قوله إلى منزل سمعه ليسمع ما يجيبه الحق تعالى على قوله وهذا هو السفر فلهذا لبس نعليه ليسلك بهما الطريق الذي بين هذين المنزلين فإذا فرغ رحل إلى منزل سمعه فإذا نزل سمع الحق تعالى يقول له أثنى علي عبديي فلا يزال مترددا في مناجاته قولا ثم له رحلة أخرى منحال قيامه في الصلاة إلى حال ركوعه فيرحل من صفة القيومية إلى صفة العظمة فيقول سبحان ربي العظيم وبحمده ثم يرفع وهو رحلته من مقام التعظيم إلى مقام النيابة فيقول سمع الله لمن حمده قال النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد فلهذا جعلنا الرفع من الركوع نيابة عن الحق ورجوعا إلى القيومية فإذا سجد اندرجت العظمة في الرفعة الإلهية فيقول الساجد سبحان ربي الأعلى وبحمده فإن السجود يناقض العلو فإذا خلص العلو لله ثم رفع رأسه من السجود واستوى جالسا وهو قوله الرحمن علي العرش إستوى فيقول رب إغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني واعف عني فهذه كلها منازل ومناهل في الصلاة فعلا فهو مسافر من حال إلى حال فمن كان حاله السفر دائما كيف لا يقال له البس نعليك أي استعن في سيرك بالكتاب والسنة وهي زينة كل مسجد فإن أحوال الصلاة وما يطرأ فيها من كلام الله وما يتعرض في ذلك من الشبه في غوامض الآيات المتلوة وكون الإنسان في الصلاة يجعل الله في قبلته فيجده فهذه كلها بمنزلة لشوك والوعر الذي يكونن بالطريق ولا سيما طريق التكليف فأمر بلباس النعلين ليتقي بهما ما ذكرناه من الأذى لقدمي السالك اللتين هما عبارة عن ظاهره وبااطنه فلهذا جعلناهما الكتاب والسنة وأما نعلا موسى عليه السلام فليستا هذه فإنه قال له ربه إخلع إنك بالوادي المقدس فروينا أنهما كانتا من جلد حمار ميت فجمعت ثلاثة أشياء الشيء الواحد الجلد وهو ظاهر الأمر أي لا تقف مع الظاهر في كل الأحوال والثاني البلادة فإنها منسوبة إلىالحمار والثالث كونه ميتا غير مذكي والموت الجهل وإذا كنت ميتا لا تعقل ما تقول ولا ما يقال لك والمناجي لا بد أن يكون بصفة من يعقل ما يقول ويقال له فيكون حي القلب فطنا بمواقع الكلام غواصا على المعاني التي يقصدها من يناجيه بها فإذا فرغ من صلاته سلم على من حضر سلام القادم من عند ربه إلى قومه بما أتحفه به فقد نبهتك على سر لباس النعلين في الصلاة في ظاهر المر وما المراد بهما عند أهل طريق الله تعالى من العارفين قال صلى الله عليه وسلم الصلاة نور والنور يهتدى به واسم الصلاة مأخوذة من المصلي وهو المتأخر الذي يلي السابق في الحلبة ولهذا ترجم هذا الباب بالوصلة وجعله من عالم النور ولأهل هذا المشهد نور خلع النعلين ونور باطن في زيت من شجرة زيتونة مباركة في خط الأعتدال منزهة عن تأثير الجهات كما كان الكلام لموسى عليه السلام من شجرة فهو نور على نور رأى نور على نور فأبدل حرف من بعلي لما يفهم به من قرينة الحال وقد تكون على علي بابها فإن نور السراج الظاهر يعلو حساا على نور الزيت الباطن وهو الممد للمصباح فلولا رطوبة الدهن تمد المصباح لم يكن للمصباح ذلك الدوام وكذلك إمداد التقوى للعلم العرفاني الحاصل منها في قوله تعالى وااتقوا الله ويعلمكم الله وقوله تعالى إن تتقوا الله يجعل لك فرقاانا لا يقطع ذلك العلم الإلهي فنور الزيت باطن في الزيت محمول فيه يسري منه معنى لطيف في رقيقة من رقائق الغيب لبقاء نور الصباح ولأقطاب هذا المقام أسرار منها سر الإمداد وسر النكاح وسر الجوارح وسر الغيرة وسر العينين وهو الذي لا يقوم بالنكاح وسر دائرة الزمهرير وسر وجود الحق وهو يهدي السبيلب لبقاء نور الصباح ولأقطاب هذا المقام أسرار منها سر الإمداد وسر النكاح وسر الجوارح وسر الغيرة وسر العينين وهو الذي لا يقوم بالنكاح وسر دائرة الزمهرير وسر وجود الحق وهو يهدي السبيل

الباب الثامن والعشرون في معرفة أقطاب ألم تر كيف

العلم بالكيف مجهول ومعلوم . . . لكنه بوجود الحق موسوم

فظاهر الكون تكييف وباطنه . . . علم يشار إليه فهو مكتوم

من أعجب المر أن الجهل من صفتي . . . بما لنا فهو في التحقيق معلوم

وكيف أدرك من بالخبر أدركه . . . وكيف أجهله ووالجهل معدوم

قد حرت فيه وفي أمري ولست أنا . . . سواه فالخلق ظلام ومظلوم

إن قلت أني يقول الأن منه أنا . . . أو قلت إنك قال الأن مفهوم

Page 253