Futuhat Makkiyya
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Publisher
دار إحياء التراث العربي
Edition Number
الأولى
Publication Year
1418هـ- 1998م
Publisher Location
لبنان
نعم الدليلان إن دلا بحالهما . . . لا كالذي دل بالأقوال فانصرما يقول إن ارتبط اللام بالألف وانعقد وصارا عينا واحدة وهو ظاهر في المزدوج من الحروف في المقام الثامن والعشرين بين الواو والياء اللذين لهما الصحة والاعتلال فلما في الألف من العلة ولما في اللام من الصحة وقعت المناسبة بينه وبين هذين الحرفين فيلي الصحيح منه حرف الصحة ويلي المعتل منه حرف العلة فيداه مبسوطة بالرحمة مقبوضة بنقيضها وليس للام الألف صورة في نظم المفرد بل هو غيب فيها ورتبة على حالها بين الواو والياء وقد استتاب في مكانه الزاي والحاء والطاء اليابسة فله في غيبه الرتبة السابعة والثامنة والتاسعة فله منزلة القمر بين البدر والهلال فلم تزل تصحبه رتبة البرزخية في غيبته وظهوره فهو الرابع والعشرون إذ كانت له السبعة بالزاي والثمانية بالحاء والتسعة بالطاء واليوم أربع وعشرون ساعة ففي أي ساعة عملت به فيها أنجح عملك على ميزان العمل بالوضع لأنه في حروف الرقم لا في حروف الطبع لأنه ليس له في حروف الطبع إلا اللام وهو من حروف اللسان برزخ بين الحلق والشفتين والألف ليست من حروف الطبع فما ناب إلا مناب حرف واحد وهو اللام الذي عنه تولد الألف إذا أشبعت حركته فإن لم تشبع ظهرت الهمزة ولهذا جعل الألف بعض العلماء نصف حرف والهمزة نصف حرف في الرقم الوضعي لا في اللفظ الطبعي ثم نرجع فنقول إن العقد اللام بالألف كما قلنا وصار أعينا واحدة فإن فخذيه يدلان على أنهما اثنان ثم العبارة باسمه تدل على أنه اثنان فهو اسم مركب من اسمين لعينين العين الواحدة اللام والأخرى الألف ولكن لما ظهرا في الشكل على صورة واحدة لم يفرق الناظر بينهما ولم يتميز له أي الفخذين هو اللام حتى يكون الآخر الألف فاختلف الكتاب فيه فمنهم من راعى التلفظ ومنهم من راعى ما يبتدىء به مخططه فيجعله أولا فاجتمعا في تقديم اللام على الألف لأن الألف هنا تولد عن اللام بلا شك وكذلك الهمزة تتلو اللام في مثل قوله لأنتم أشد رهبة وأمثاله وهذا الحرف أعنى لام ألف هو حرف الالتباس في الأفعال فلم يتخلص الفعل الظاهر على يد المخلوق لمن هو إن قلت هو لله صدقت وإن قلت هو للمخلوق صدقت ولولا ذلك ما صح التكليف وإضافة العمل من الله للعبد يقول صلى الله عليه وسلم إنما هي أعمالكم ترد عليكم ويقول الله وما تفعلوا من خير فلن تكفروه واعملوا ما شئتم إني بما تعملون بصير والله يقول الحق فكذلك أي الفخذين جعلت اللام أو الألف صدقت وإن اختلف العمل في وضع الشكل عند العلماء به للتحقق بالصورة وكل من دل على أن الفعل للواحد من الفخذين دون الآخر فذلك غير صحيح وصاحبه ينقطع ولا يثبت وإن غيره من أهل ذلك الشأن يخالفه في ذلك ويدل في زعمه والقول معه كالقول مع مخالفه ويتعارض الأمر ويشكل الأعلى من نور الله بصيرته وهداه إلى سواء السبيل منزل التقرير وهو يستمل على منازل منها منزل تعداد النعم ومنزل رفع الضرر ومنزل الشرك المطلق وفي ذلك أقول :
تقررت المنازل بالسكون . . . ورجحت الظهور على الكمون
ودلت بالعيان على عيون . . . مفجرة من الماء المعين
ودلت بالبروق سحاب مزن . . . إذا لمعت على النور المبين
اعلم أيدك الله أنه يقول الثبوت يقرر المنازل فمن ثبت ثبت وظهر لكل عين على حقيقتها ألا ترى ما تعطيك سرعة الحركة من الشبه فيحكم الناظر على الشيء بخلاف ما هو عليه ذلك الشيء فيقول في النار الذي في الجمرة أو في رأس الفتيلة إذا أسرع بحركته عرضا إنه خط مستطيل أو يديره بسرعة فيرى دائرة نار في الهواء وسبب ذلك عدم الثبوت وإذا ثبتت المنازل دلت على ما تحوى عليه من العلوم الإلهية منزل المشاهدة وهو منزل واحد هو منزل فناء الكون فيه يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل وفيه أقول
في فناء الكون منزل . . . روحه فينا تنزل
إنه ليلة قدري . . . ماله نور ولا ظل
هو عين النور صرفا . . . ماله عنه تنقل
فأنا الإمامم حقا . . . ملك في الصدر الأول
عنده مفتاح أمري . . . فيوليكم ويعزل
سمهر يأتي طوال . . . لست بالسماك الأعزل
فالمقام الحق فيكم . . . دائم لا يتبدل
وهو القاهر منه . . . وهو الإمام الأعدل ليس بالنور الممثل . . . بل من المهاة أكمل
وأنا منه يقينا . . . بمكان السر الأفضل
فبعين العين أسمو . . . وبأمر المر أنزل
Page 235