264

بسم الله الرحمن الرحيم

تتمة خلافة عمر

ذكر فتح البربر وما كان من أخبارهم

قال: وكان البربر فيما مضى منازلهم بأرض فلسطين، وكان ملكهم جالوت بن جلهم[ (1) ]الذي قتله داود النبي عليه السلام، فلما قتل انجلت البربر من أرض فلسطين إلى أرض المغرب فنزلوها وتفرقوا فيها. قال: والبربر قبائل شتى، منهم:

زناتة ومغيلة وصرفند ولواتة وهوارة ونفوسة ولبيبة سبع قبائل، قال: فصارت هذه القبائل إلى حد بأرض المغرب، وقد كانت هذه المدائن فيما مضى للروم منها لوبية[ (2) ]ومراقية[ (3) ] [ (1) ]عند ابن خلدون 7/3 عن ابن قتيبة: جالوت بن جالود وقيل: جالوت بن هريال بن جالود. وقال ابن خلدون: والحق أن جالوت من بني فلسطين بن كسلوحيم بن مصرايم بن حام. أحد شعوب حام بن نوح وهم اخوة القبط والبربر والحبشة والنوبة. وكان بين بني فلسطين هؤلاء وبين بني إسرائيل حروب كثيرة.

وفي نسبهم خلاف كبير بين النسابة. انظر في ذلك ما ذكره ابن خلدون في تاريخه 6/93.

وفي نزولهم أرض المغرب. قال ابن الكلبي اختلف الناس فيمن أخرج البربر من الشام. فقيل داود بالوحي. وقيل يوشع بن نون وقيل أفريقش وقيل بعض الملوك التبابعة.

قال ابن خلدون: وأما القول بأنهم من ولد جالوت أو العماليق وأنهم نقلوا من ديار الشام وانتقلوا فقول ساقط يكاد يكون من أحاديث خرافة إذ مثل هذه الأمة المشتملة على أمم وعوالم ملأت جانب الأرض لا تكون منتقلة من جانب آخر وقطر محصور. والبربر معروفون في بلادهم وأقاليمهم متحيزون بشعارهم من الأمم منذ الأحقاب المتطاولة قبل الإسلام.

[ (2) ]لوبية: مدينة بين الإسكندرية وبرقة. (معجم البلدان) .

[ (3) ]مراقية: بين الإسكندرية ولوبية. (معجم البلدان) .

Page 269