Futuh Sham
فتوح الشام
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى ١٤١٧هـ
Publication Year
١٩٩٧م
ينفلت من يديه أو تجري عليه حادثة قبل أن يقتله هم خالد أن يقتله ورفع السيف ليعلوه به فتبسم البطريق من فعاله وعجب خالد من ضحكه وقال ويلك مم ضحكك فقال البطريق لانك مقتول أنت ومن معك وتريد قتلي وأن أنت ابقيت علي فهو اصوب فتركه خالد ولم يقتله ثم صاح خالد بأصحابه أصحاب رسول الله ﷺ كونوا حولي واحموا عني واصبروا على ما نزل بكم ولا يكثر عليكم من أحدق بكم فإن اشد ما تخافون منه القتل والموت منية خالد في سبيل الله وإني والله اهديت نفسي للقتل مرارا لعلي ارزق الشهادة واعلموا رحمكم الله أن حجتنا واضحة ومفوضة إلى الله ﷿ وكأني بكم وقد وصلتم إلى ربكم وسكنتم دارا لا يموت ساكنها ثم قرأ: ﴿لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ [الحجر:٤٨] .
جبلة يحارب خالدا
قال الواقدي: فاجتمع أصحاب رسول الله ﷺ إلى خالد ﵁ وداروا من حوله وسار عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق ﵁ عن يمينه ورافع بن عميرة عن يساره وعبده همام من ورائه وأصحابه محدقون به وسلم خالد البطريق صاحب قنسرين إلى عبده همام وقال اوثقه إلى جانبك ولا تبرح من مكانك وأبشر بالنصر من الله ﷿.
قال الواقدي: واقبلت إليهم العرب المنتصرة يقدمهم جبلة بن الأيهم في عنقه صليب من الذهب الأحمر وفيه طوق من الجوهر وعليه ثياب الديباح المزركش ومن فوقه درع مذهب الزرد وعلى رأسه بيضة من الذهب وعلى أعلاها صليب من الجوهر وفي يده رمح طويل وسنانه يضيء كالقنديل وصاحب عمورية كالبرج المشيد ومن حوله الأعلاج المدلجة وقد أحدق بهم الجيش من كل جانب فلما نظر صاحب عمورية إلى خالد بن الوليد ﵁ وقد ملك صاحب قنسرين وهو في يده اسير خاف أن يعجل عليه خالد فأقبل إلى جبلة وقال له: وحق المسيح ما هؤلاء العرب إلا شياطين إلا ترى إلى هذا العربي ومعه وهم عشرة رجال وقد أحدق بهم هذا الجيش العظيم وما يفكرون فيه وقد ملكوا صاحبنا وهو معهم اسير ولا يخلص من ايديهم وإني خائف عليه أن يقتلوه وهو عزيز عند الملك هرقل فاخرج إلى هذا العربي وقل له يخلي صاحبنا ويوصله إلينا حتى نجود لهم بأنفسهم فإذا اطلقوا صاحبنا حملنا عليهم وقتلناهم عن آخرهم قال رافع ابن عميرة الطائي فبينما نحن وقوف حول خالد بن الوليد ﵁ وجيش الروم والعرب المنتصرة محدقون بنا ونحن لا نفكر في كثرتهم لانا واثقون بالله ﷿ وإذا بجبلة بن الأيهم وهو ينادي برفيع صوته ويقول: من انتم من أصحاب محمد المعروفين من انتم من العرب التابعين اخبرونا من قبل أن ينزل بكم.
1 / 111