الحقيقة إلى جوهر واحد هو (1) هيولاها . فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد غرف ربه فإنه على صورته خلقه ، بل هو عين هويته وحقيقته . وهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية وأما أصحاب النظر وأرباب الفكر من القدماء والمتكلمين (2) في كلامهم في النفس وماهيتها ، فما منهم من عثر على حقيقتها ؛ ولا يعطيها النظر الفكري أبدا . فمن طلب العلم بها من طريق النظر الفكري فقد استسمن ذا ورم ونفخ في غير ضرم . لا جرم أنهم من "الذين ضل سعيتهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهما يحسنون صنعا " . فمن طلب الأمر من غير طريقه (48 - ب) فما ظفر بتحقيقه ، وما أحسن ما قال الله تعالى في حق العالم وتبدله مع الأنفاس في خلق جديد " في عين واحدة ، فقال في حق طائفة ، بل أكثر العالم بل هم في لبس. من خلق جديد ، . فلا يعرفون تجديد الأمر مع الأنفاس .
لكن قد (3) عثرت عليه الأشاعرة في بعض الموجودات وهي الأعراض، 13 وعثرت عليه الحسبانية (4) في العالم كله . وجهلهم، أهل النظر بأجمعهم ا ولكن أخطأ الفريقان : أما خطأ الحسبانية فبكونهم ما عثروا مع قولهم بالتبدل في العالم بأسره على أحدية عين الجوهر الذي قبل هذه الصورة (5).
ولا يوجد إلا بها كما لا تعقل إلا به . فلو قالوا بذلك فازوا بدرجة التحقيق في الأمر . وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل (6) في كل زمان إذ العرض. لا يبقى زمانين . ويظهر ذلك في الحدود للأشياء ، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه (7) الأعراض
Page 125