صورة ما رآه لعلمه بموطن الرؤيا وما تقتضيه (1) من التعبير . وقد تعليم أن صورة النبي صلى الله عليه وسلم (27 -ب) التي شاهدها الحس أنها في المدينة مدفونة ، وأن صورة روحه ولطيفته (2) ما شاهدها أحد من أحد ولا من نفسه (3) . كل روح بهذه المثابة . فتتجسد له روح النبي في المنام بصورة جسد كما مات عليه لا يخرم(4) منه شيء . فهو محمد صلى الله عليه وسلم المرئي من حيث روحه في صورة جسدية (5) تشبه المدفونة لا يمكن للشيطان أن يتصور بصورة جسده صلى الله عليه وسلم عصمة من الله في حق الرائي . ولهذا من رآه بهذه الصورة يأخذ عنه جميع ما يأمره أو ينهاه عنه (6) أو يخبره كما كان يأخذ عنه في الحياة الدنيا من الأحكام على حسب ما يكون منه اللفظ الدال عليه من نص أو ظاهر أو مجمل أو ما كان (7). فإن أعطاه شيئا فإن ذلك الشيء هو الذي يدخلها لتعبير فان خرج في الحس كما كان في الخيال فتلك رؤيا لا تعبير لها . وبهذا القدر وعليه اعتمد ابراهيم عليه السلام وتقي بن مخلد. ولما كان للرؤيا هذان الوجهان ، وعلمنا الله : فيما فعل بإبراهيم وما قال له : الأدب لما يعطيه مقام النبوة ، علمنا في رؤيتنا الحق تعالى في صورة يردها الدليل العقلي أن نعبر (8) تلك الصورة بالحق المشروع إما في حق حال الرائي أو المكان الذي رآه فيه أو هما معا . وإن لم يردها الدليل العقلي أبقيناها على ما رأيناها (9) كما نرى الحق في الآخرة سواء. (1-28)
Page 87