الخراز (1) (22-1) رحمه (2) الله تعالى ، وهو وجه من وجوه الحق ولسان من ألسنته ينطق عن نفسه بأن الله تعالى لا يعرف إلا بجمعه بين الأضداد في الحكم عليه بها . فهو الأول والآخر والظاهر والباطن . فهو عين ما ظهر ، وهو عين ما بطن في حال ظهوره . وما ثم من يراه غيره ، وما ثم من يبطن عنه فهو ظاهر لنفسه باطن عنه . وهو (3) المسمى أبا (4) سعد الخراز وغير ذلك من اسماء المحدثات . فيقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا ، ويقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا . وهذا في كل ضد ، والمتكلم واحد وهو عين السامع . يقول النبى صلى الله عليه وسلم : " وما حدثت به أنفسها " فهي المحدثة السامعة حديثها ، العالمة بما حدثت به أنفسها (5) ، والعين واحدة واختلفت الأحكام ولا سبيل إلى جهل مثل هذا فإنه يعلمه كل إنسان من نفسه وهو صورة الحق . فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد في المراتب (6) المعلومة فأوجد الواحد العدد ، وفصل العدد الواحد ، وما ظهر حكم العدد الا المعدود . والمعدود منه عدم ومنه وجود فقد يعدم الشيء من حيث الحس وهو موجود من حيث العقل . فلا بد من عدد ومعدود 22 - ب) ولا بد من واحد ينشىء ذلك فينشأ بسببه . فإن كل (7) مرتبة من العدد حقيقة واحدة كالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أكثر إلى غير نهاية ، ما هي مجموع ، ولا ينفك عنها اسم جمع (8) الآحاد .
Page 77