لانفسهم."المصطفين (1) " الذين أورثوا الكتاب ، أول الثلاثة . فقدمه على المقتصد والسابق (2) . " إلا ضلالا " إلا حيرة المحمدي . "زدني فيك تحيرا ، كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا . فالحائر (3) له الدور والحركة الدورية حول القطب فلا يبرح منه ، وصاحب الطريق المستطيل مائل خارج عن المقصود طالب ما هو فيه صاحب خيال إليه غايته : فله من وإلى وما بينهما . وصاحب الحركة الدورية لا بدء له فيلزمه من ولا غاية فتحكم عليه وإلى ، فله الوجود الأتم وهو المؤتى جوامع الكلم والحكم 19 - ب) ومما خطيئاتهم " فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله وهو الحيرة ؛ " فأدخلوا نارأ " في عين الماء في المحمديين . "وإذا البحار سجرت : سجرت التنور(4) إذا أوقدته . "فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا" فكان الله عين أنصارهم فهلكوا فيه إلى الأبد . فلو أخرجهم إلى السيف ، سيف الطبيعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفيعة ، وإن كان الكل لله وبالله بل هو الله. "قال نوح رب" ما قال إلهي ، فإن الرب له الثبوت والإله يتنوع بالأسماء فهو كل يوم في شأن . فأراد بالرب ثبوت التلوين إذ لا يصح إلا هو . "لا تذر على الأرض يدعو عليهم أن يصيروا في بطنها المحمدي "لو دليتم بحبل هبط على الله ؛ وله ما في السموات وما في الأرض . وإذا دفنت فيها فأنت فيها وهي ظرفك : ووفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى : لاختلاف الوجوه . " من الكافرين ، الذين استغشوا ثيابهم وجعلوا أصابعهم في آذانهم طلبا للستر لأنه
Page 73