155

لفرعون ، إذ كان الله تعالى (93 -ب) خلقها للكمال كما قال عليه السلام عنها حيث شهد(1) لها ولمزيم بنت عمران بالكمال الذي هو للذكران (2) - فقالت لفرعون في حق موسى إنه "قرة عين لي ولك " . فبه قرت عينها بالكمال(3) الذي حصل لها كما قلنا؛ وكان قرة عين لفرعون(4) بالأيمان الذي أعطاه الله عند الغرق فقبضه طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام . والإسلام يجبه (5) ما قبله . وجعله آية على عنايته سبحانه بمن شاء (6) حقى لا ييأس أحد من رحمة الله ، " فإنه(7) لا ييأس من روح الله(7) إلا القوم الكافرون *. فلو كان فرعون ممن (4) يئس ما بادر إلى الايمان فكان موسى عليه السلام كما قالت امرأة فرعون فيه "إنه قرة عين لي ولك عسى أن ينفعنا *. وكذلك وقع فإن الله نفعهما به عليه السلام وإن كانا ما شعرا بأنه هو النبي الذي يكون على يديه هلاك ملك فرعون وهلاك آله . ولما عصمه الله من فرعون وأصبح فؤاد أم موسى فارغا" من الهم الذي كان قد أصابها. ثم إن الله حرم عليه المراضع حتى أقبل على ثدي أمه فأرضعته ليكمل الله لها سرورها به . كذلك(9) علم الشرائع ، كما قال تعالى "لكل جعلنا منكم (94-1) شرعة ومنهاجا اي طريقا . ومنهاجا أي من تلك الطريقة جاء. فكان هذا القول إشارة إلى الأصل الذي منه جاء . فهو غذاؤه كما أن فرع الشجرة لا يتغذى إلا من أصله.

فما (10) كان حراما في شرع يكون حلالا في شرع آخر يعني في الصورة : أعني

Page 201