سؤال سواء (1) كانت الأعطية ذاتية أو أسمائية . فالمعين كمن يقول يا رب أعطني كذا فيعين أمرا ما لا يخطر له سواه (9-1) وغير المعين كمن يقول أعطني ما تعلم فيه مصلحتى - من غير تعيين - لكل جزء من ذاتي من لطيف وكثيف . والسائلون صنفان ، صنف بعثه على السؤال الاستعجال الطبيعي فان الإنسان خلق عجولا . والصنف الآخر بعثه على السؤال لما علم أن ثم أمورا عند الله قد سبق العلم بأنها لا تنال إلا بعد السؤال (2) ، فيقول : فلعل (3) ما نسأله فيه (4) سبحانه يكون من هذا القبيل ، فسؤاله احتياط لما (5) هو الأمر عليه من الإمكان : وهو لا يعلم ما في علم الله ولا ما يعطيه استعداده في القبول لأنه من أغمض المعلومات الوقوف في كل زمان فرد على استعداد الشخص في ذلك الزمان . ولولا ما أعطاه الاستعداد السؤال ما سأل . فغاية أهل الحضور الذين لا يعلمون مثل هذا أن يعلموه في الزمان الذي يكونون (6) فيه ، فإنهم لحضورهم يعلمون ما أعطاهم الحق في ذلك الزمان وأنهم ما قبلوه إلا بالاستعداد وهم صنفان: صنف يعلمون من قبولهم استعدادهم، وصنف (9 -ب) يعلمون من استعدادهم ما يقبلونه . هذا أتمه ما يكون في معرفة الاستعداد في هذا الصنف .ومن هذا الصنف من يسأل لا للاستعجال ولا للإمكان، وإنما يسأل أمتثالا لأمر الله في قوله تعالى: "ادعنوني استجب لكم " . فهو العبد المحض ؛ وليس هذا الداعي همة متعلقة فيما سأل فيه من معين أو غير معين، وإنما همته في امتثال أوامر سيده. فإذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودية وإذا(7) اقتضى التفويض والسكوت سكت. فقد ابتتلي أيوب عليه السلام وغيره وما سألوا رفع ما ابتلاهم الله تعالى به
Page 59