129

وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل(1).

الأمر في نفسه . فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة . وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله ، فإن لله أمناء(2) لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا. وقد نصحناك (3) فاعمل وإياه سبحانه فاسأل.

20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية

هذه حكمة الأولية في الأسماء ، فإن الله سماه يحيى أي يحيا به ذكر زكريا ولم نجعل له من قبل سميا " فجمع بين حصول الصفة التي فيمن غبر ممن ترك ولدا يحيا به ذكره وبين اسمه بذلك . فسماه يحيي فكان اسمه يحيى كالعلم الذوقي فإن آدم حيي ذكره بشيث ونوحا حيي ذكره بسام ، وكذلك الأنبياء.

ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة (1-79) إلا لزكريا (4) عناية منه إذ قال وهب لي من لدنك وليا " فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها وعندك بيتا في الجنة فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حق يكون اسمه تذكارأ لما طلب منه نبيه زكريا ، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر ابيه ، فقال "يرثني ويرث من آل يعقوب " وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه . ثم إنه بشره بما قدمه من سلامه عليه يوم

Page 175