Fusul Wa Ghayat
الفصول والغايات في تمجيد الله والمواعظ
أو خاضب يرتعي بهقلته ... متى ترعه الأصوات يهتحس
يهتجس: من الهاجس.
رجع: وبحمد الله صهل رباط ملكه حي حلال لم يكونوا بالأغمار، آثروه بالمحض والسمار، وأعدوه لغارةٍ تنصلت مقنبًا مقنبًا، فاتاهم الصريخ في زمان الطثرة فلبسوا الحديد ملوبًا، وقعدوا على ظهور الجياد فرموا عدوهم بهواديها شزبًا، فأتيح لها بذلك القضاء فوردت الموت غلبًا، ما سلمت الوتيرة ولا الشمراخ. غاية.
تفسير: يقال لجماعة الخيل: رباط. والحلال: المقيمون. والسمار المذيق من اللبن. وتنصلت: تذهب ذهابًا سريعًا. والمقنب من الخيل: ما بين الثلاثين والأربعين. والطثرة: الخصب. والملوب: الملوى؛ يقال درع ملوبة. والشزب: الضمر. وغلبًا: من الغلبة. والوتيرة: غرة على مقدار الوردة البيضاء، وتسمى الوردة البيضاء وتيرةً. والشمراخ: غرة تستطيل في الوجه؛ قال أوس بن حجرٍ:
أوهب منه لذي أثرٍ وسابغةٍ ... وهونةٍ ذات شمراخ وأحجار
هونة: قد ذلت من الركوب.
رجع: والله عظمت وجناء كانت حائلًا ثم ربعةً وارتقت في أسنان الإبل رتبًا، فلما رآها البائع، كأنها العارض المتتابع، بذل فيها للمالك مرغبًا، فصافت بالنعمة وتقيظت بالحزن وأحالها على العض في زمان الشتاء فأرضت السفر مركبًا. تركها الخدراف، من ذوات الأشراف، وعلاها القلام، بأحد الأعلام، وأعادها النجيل، مثل الطود البجيل، ورمتها النقدة، بمثل العقدة، والحرض، بعرض صخرةٍ عن عرضٍ، وأعادها الهرم، كأنها القرم، جعل مصعبًا. فقربها أوان الرحيل وقد لبثت حقبةً لا تعرف حقبًا. فأدلج عليها الليل وطوى النهار وهدمت رمال الأرض ما بنته رمال السماء فعاد جلدها بالعظم لصبًا. وفزع إلى قدميه الراكب وتركها بالهجل وهي مشرفة على القلت وعينها مثل القلت يعرض لها ذألان بامتلاخٍ. غاية.
تفسير: الوجناء: الناقة العظيمة الوجنة وهي عظم الخد، وقيل شبهت بالوجين من الأرض وهو غلظ منقاد. وأول ما ينتج يكون حائلًا. والربعة أنثى الربع وهو ما ينتج في أول الربيع؛ قال الشاعر:
ألقى إليه بصغرٍ فضل رمته ... كما ترد خلاف البازل الربعه
يريد أنه يتبعه كما يتبع الربعة البازل. والبائع ها هنا: المشتري وهو من الأضداد؛ قال الراجز:
إذا الثريا طلعت عشاء ... فبع لراعي غنمٍ كساء
لأنها تطلع عشاء في أول القر؛ وقال الآخر:
إذا الثريا طلعت غديه ... فبع لراعي غنمٍ شكيه
الشكية: تصغير شكوةٍ وهي سقاء صغير من جلد رضيعٍ. والمتتايع: الذي يتبع بعضه بعضًا في غىٍ وقلة تمميزٍ؛ وفي الحديث مالكم متتايعون في الكذب كما ييتتابع الفراش في النار. والعض: علف الأمصار. والسفر: الكثير الأسفار. والخذراف: ضرب من الحمض. والأشراف: الأسمنة واحدها شرف. والقلام: ضرب من الحمض أيضًا؛ قال الشاعر:
أتوني بقلامٍ فقالوا تعشه ... وهل تأكل القلام إلا الأباعر
والنجيل: ضرب من الحمض أيضًا، ويقال إنه ما وطئته الإبل بأخفافها وكسرته من الحمض؛ فإن كان كذلك فهو فعيل في معنى مفعولٍ لأنه يقال نجلته الإبل بأخفافها والبجيل: الضخم. والنقدة: ضرب من الحمض أيضًا. والعقدة: رملة متعقدة. والحرض: الأشنان وهو من الحمض وعرض الصخرة: ناحيتها. وعن عرضٍ أي عن ناحية. وأسنمة الإبل تشبه بالجلا ميد وإلاكام، ويسرفون في ذلك حتى يجعلون البعير كالقصر؛ قال أبو دوادٍ:
فإذا أقبلت تقول قصور ... بسماهيج فوقها آطام
وإذا أدبرت تقول إكام ... مشرفات فوق الإكام إكام
وقال آخر:
كساها تامكًا قردًا عليها ... كجلمود الصريمة من أثال
سماهيج: موضع بساحل البحر. وأثال: جبل. والهرم: ضرب من الحمض ويقال إنه ما يبس منه. ورمال السماء: الأمطار؛ يقال أصابتهم رمال أي أمطار. ولصب الجلدوغيره إذا لصق. والهجل: متسع من الأرض مطمئن. والقلت: الهلاك والقلت: نقرة في صخرةٍ يجتمع اليها ماء السماء وهي مؤنثة؛ ويقال إن أهل الحجاز يسمون البئر قلتًا. وذألان على مثال فعلان بسكون العين: من أسماء الذئب؛ قال رؤبة: فارطنى ذالانه وسمسمه فارطني: سابقني، من الفارط وهو الذي يسبف إلى الماء. وامتلخ عينه إذا انتزعها بسرعةٍ.
1 / 130