Fusul Mufida

Saladin d. 761 AH
139

Fusul Mufida

الفصول المفيدة في الواو المزيدة

Investigator

حسن موسى الشاعر

Publisher

دار البشير

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٠هـ ١٩٩٠م

Publisher Location

عمان

فَإِذا قلت جَاءَ زيد يسْرع كَانَ بِمَنْزِلَة قَوْلك مسرعا فِي أَنَّك تثبت مجيئا فِيهِ إسراع وَتجْعَل الْكَلَام خَبرا وَاحِدًا فكأنك قلت جَاءَنِي بِهَذِهِ الْهَيْئَة وَكَذَلِكَ قَوْله (مَتى أرى الصُّبْح قد لاحت مخايله ...) هُوَ فِي تَقْدِير مَتى أرى الصُّبْح لائحا باديا بَينا وعَلى هَذَا الْقيَاس وَإِذا قلت جَاءَنِي زيد وَغُلَامه يسْعَى بَين يَدَيْهِ وَرَأَيْت زيدا وسيفه على كتفه كَانَ الْمَعْنى أَنَّك أثبت الْمَجِيء والرؤية ثمَّ استأنفت خَبرا وابتدأت إِثْبَاتًا لسعي الْغُلَام بَين يَدَيْهِ وَلكَون السَّيْف على عَاتِقه فَلَمَّا كَانَ الْمَعْنى أَنَّك استأنفت خَبرا آخر احتجت إِلَى مَا يرْبط الْجُمْلَة الثَّانِيَة بِالْأولَى فجيء بِالْوَاو كَمَا جِيءَ بهَا فِي قَوْلك زيد منطلق وَعَمْرو ذَاهِب وتسميتها وَاو الْحَال لَا تخرجها عَن أَن تكون مجتلبة لضم جملَة إِلَى جملَة ونظيرها الْفَاء فِي جَوَاب الشَّرْط فَإِنَّهَا وَإِن لم تكن عاطفة بِمَعْنى أَنَّهَا تدخل مَا بعْدهَا فِي حكم الشَّرْط الْمُعَلق عَلَيْهِ بالْخبر لَا يُخرجهَا أَن تكون بِمَنْزِلَة العاطفة بِمَعْنى أَنَّهَا جَاءَت لتربط جملَة لَيْسَ من شَأْنهَا أَن ترتبط بِنَفسِهَا وكما أَن الْمُضَارع إِذا وَقع جَوَابا للشّرط لم يحْتَج إِلَى الْفَاء فِي الْجَزَاء فَكَذَلِك لَا يحْتَاج إِلَى الْوَاو فِي الْحَال قِيَاسا سويا وَإِنَّمَا امْتنع فِي قَوْلك جَاءَ زيد وَهُوَ يسْرع أَن يدْخل الْإِسْرَاع فِي صلَة الْمَجِيء ويضامه فِي الْإِثْبَات كَمَا كَانَ ذَلِك فِي جَاءَ زيد يسْرع لِأَنَّك إِذا أعدت ذكر زيد فَجئْت بضميره الْمُنْفَصِل كَانَ بِمَنْزِلَة أَن تعيد اسْمه صَرِيحًا فَتَقول جَاءَنِي زيد وَزيد يسْرع فَلَا تَجِد سَبِيلا إِلَى أَن تدخل يسْرع فِي صلَة الْمَجِيء وتضمه إِلَيْهِ فِي الْإِثْبَات لِأَن إِعَادَة ذكر زيد إِنَّمَا يكون لقصد اسْتِئْنَاف الْخَبَر عَنهُ وَإِلَّا كنت تَارِكًا اسْمه الَّذِي جعلته مُبْتَدأ بمضيعة كَمَا لَو

1 / 175