والمتشابه خلافه. وقيل: بل آيات مخصوصة. ثم اختلفوا، فقيل: الحروف المقطعة في أوائل السور. وقيل: آيات السعادة والشقاوة. وقيل: الناسخ والمنسوخ. وقيل: الأوامر والنواهي. وقيل: القصص والأمثال. ووروده في الكتاب لفوائد كثيرة، أو لمصلحة علمها الله تعالى.
(60) فصل (بعض السلف، وأئمتنا، والجمهور): ويعلم الراسخون في العلم تأويله؛ لوقوع الخطاب به. (بعض السلف، وأكثر الفقهاء، والمحدثون): لا يعلمونه لعدم الخطاب به. (الهادي ): يعلمون منه ما يتعلق به التكليف دون غيره ك?حم عسق?. (القاسم) : وقد يطلع الله عليه بعض أصفيائه. (الإمامية): لا يعلمه إلا الإمام كالمحكم.
والراسخ: المجتهد الثابت العقيدة.
ويمتنع على القول الأول جهل كل الراسخين بتأويله لمخالفته لخبره تعالى ، لا بعضهم. وعلى القول الثاني ينقسم الكتاب: إلى ما يراد فهمه على جهة التفصيل وهو المحكم، وعلى جهة الإجمال وهو المتشابه /56/. فأما ورود ما لا معنى له فممتنع، خلافا لبعض (الحشوية ) .
والتأويل: ترجيح المرجوح لدليل عند الأصوليين، والتفسير عند المفسرين. وتختلف مراتبه دراية ورواية.
فالدراية، أعلاها: تفسير الكتاب بالكتاب، ثم التفسير النبوي، ثم تفسير القرابة، ثم الصحابة، ثم العلماء الثقات سيما أئمة اللغة والعربية، ومن لا يفسر إلا عن توقيف.
والرواية أعلى مراتبها القرابة، ثم الصحابة، ثم مفسرو التابعين الثقات ومن بعدهم كذلك. ويجب رفض تأويل المبتدعة وتحريف الملحدة.
Page 114