288

Fuṣūl fī al-thaqāfa waʾl-adab

فصول في الثقافة والأدب

Publisher

دار المنارة للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Publisher Location

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

الشاعر إلى رِقاع لِطاف فكتب فيها ما قاله من الشعر في مديحه، وصاد عدّة من الظباء والأرانب والثعالب ثم شدّ تلك الرقاع في أذناب بعضها وآذان بعض. وراعى خروج الرجل إلى الصيد، فلما خرج كمن له في مظانّه ثم أطلقها، فلما ظفر بها استبشر، ورأى تلك الرقاع ووقف عليها فزاد في طربه، واستظرف الرجل واستلطفه وأمر بطلبه فأُحضر، ونال منه خيرًا كثيرًا".
ثم قال: "ومن فضل العلم بالصيد ما حكاه لي أبي عن خالد ابن برمك، أنه كان نظر -وهو على سطح قرية مع قَحْطَبة حين فصلوا من خراسان، وبينهم وبين عدوهم مسيرة أيام- إلى أقاطيع ظِباء مقبلة من البرّ حتى كادت تخالط العسكر، فقال لقحطبة: نادِ في الناس بالإسراج والإلجام وأخذ الأُهْبة (١)، فتشوّف قحطبة فلم يَرَ شيئًا يَروعه، فقال لخالد: ما هذا الرأي؟ فقال: أما ترى الوحش قد أقبلت؟ إن وراءها لجمعًا يكشفها. فما تمالك الناس أن يتأهبوا حتى رأوا الطليعة، ولولا علم خالد بالصيد لكان ذلك العسكر قد اصْطُلم (٢) ".
«باب» من كان مستهترًا بالصيد من الأشراف ... (وهو باب طويل حافل بالأخبار الممتعة والأشعار المستملَحة).

(١) يريد أن يجهّز كل فارس فرسَه للركوب بوضع السرج وشد اللجام. وقَحْطَبة بن شَبيب الطائي من قوّاد العباسيين المظفرين، كان صاحب أبي مسلم الخراساني، وهو أحد النقباء الاثني عشر الذين اختارهم محمد بن علي في خراسان (مجاهد).
(٢) اصْطُلم أي أُبيدَ عن آخره (مجاهد).

1 / 298