في الوقت ذاته، هجم دارتانيان على الجندي الآخر، فلم يستغرق القتال معه سوى بضع لحظات، خر بعدها الجندي بضربة سيف في فخذه.
صاح الجندي مسترحما حين سلط دارتانيان طرف سيفه على رقبته، قائلا: «لا تقتلني! اصفح عني! سامحني، وسأعترف لك بكل شيء.»
قال دارتانيان: «لماذا؟ هل سرك عظيم الأهمية بحيث يمنعني قتلك؟» «أجل، إن كنت تعتقد أن الحياة تساوي شيئا لشاب شجاع ووسيم مثلك.»
صاح دارتانيان: «يا لك من وغد! تكلم في الحال! من الذي استأجرك لقتلي؟» «لا أعرف من هي، سوى أنها تدعى ميلادي.» «إن كنت لا تعرفها، فكيف تعرف اسمها؟» «خاطبها صديقي بهذا الاسم، وهو الذي اتفق معها. والواقع أن في جيبه خطابا منها.» «كيف اشتركت في هذا العمل؟» «اقترح علي زميلي أن أنضم إليه، فوافقت.» «ماذا كنت ستربح بعملك هذا؟» «مائة لويس
1
نقتسمها فيما بيننا.»
قال دارتانيان ضاحكا: «إذن فهي تعتقد أنني أساوي شيئا! مائة لويس إغراء قوي لخسيسين من أمثالكما. رغم هذا، سأبقي على حياتك، بشرط واحد.»
سأله الجندي بقلق: «ما هو؟» «أن تذهب وتحضر الخطاب الذي تدعي أنه في جيب زميلك.»
صاح: «لا، لا! ليس هذا سوى طريقة أخرى لقتلي! سيطلق جنود القلعة النار علي، أنا أيضا.» «هيا! فكر في الأمر. اذهب وأحضر الخطاب، وإلا دفعت سيفي في جسدك.»
صاح الرجل جاثيا: «اعف عني، يا سيدي! أشفق علي!»
Unknown page