قال آثوس لخصمه: «أيرضيك هذا؟ أتجد رتبتي كافية لأكون في شرف مبارزتك بالسيف؟»
رد الرجل بانحناءة وهو يقول: «أجل.»
واستطرد آثوس يقول ببرود: «حسن! دعني أخبرك الآن بشيء آخر؛ كان من الحكمة ألا تصر على معرفة اسمي. إن الناس يعتقدون أنني ميت، ولدي من الأسباب ما يجعلني راغبا في الحفاظ على هذا السر؛ ولذلك سأضطر إلى قتلك حفاظا على سري!» وحملق إليه خصمه معتقدا أنه يمزح، ولكنه لم يكن بمازح؛ فهو لم يعرف المزاح قط.
قال آثوس، بعد لحظة، يخاطب زملاءه وخصومهم: «أيها السادة، هل نحن جميعا مستعدون؟» وجاء الرد منهم جميعا، وفي صوت واحد: «نعم!»
صاح آثوس: «إذن، فخذوا حذركم.»
وفي الحال، تألقت نصال ثمانية سيوف في أشعة الشمس.
بارز آثوس في هدوء وبطريقة مدروسة، وكأنه يتدرب في مدرسة للمبارزة بسيوف الشيش. أما بورثوس، فربما كان أقل مجهودا من المعتاد، قاتل بمهارة ولكن بحذر. وأما أراميس، الذي كان لا بد له من أن يكمل نظم قطعة شعرية ثالثة لقصيدته، فكان من الجلي أنه متعجل. ورغم ذلك، كان آثوس أول من هزم خصمه بضربة سيف في قلبه فأرداه قتيلا. لقد حافظ على كلمته! ورقد خصم بورثوس بعده ممددا فوق الأعشاب مجروحا في فخذه، فحمله بورثوس بذراعيه ونقله إلى العربة المنتظرة. وهاجم أراميس خصمه بوحشية حتى إنه سرعان ما استسلم. أما دارتانيان فقاتل ملتزما الدفاع في بساطة، حتى أبصر لورد وينتر وقد أنهكه التعب، فأدار نصل حسامه دورة فجائية أطارت الحسام من يده، فحاول اللورد استعادة سيفه، غير أن قدمه زلت، فوقع على ظهره.
وفي لحظة كان دارتانيان واقفا فوقه، يشير بسيفه إلى رقبته. وبقي لورد وينتر تحت رحمة دارتانيان. وهكذا حقق هذا الأخير الجزء الأول من خطته، التي كان يفكر فيها آنفا.
قال دارتانيان: «بوسعي الإجهاز عليك، ولكني سأبقي على حياتك إكراما لأختك.»
نهض لورد وينتر ببطء منتصبا على قدميه، ثم انحنى اعترافا بفضل دارتانيان، واستدار إلى الفرسان الثلاثة، فأثنى على مهارتهم.
Unknown page