فى استنارة القمر: ١ — أما أنقسمندرس فإنه يرى أن القمر يستنير بنور خاص له لكنه نادر. ٢ — وأنطيفون يرى أنه يضئ من نور ذاته وأن استتاره إنما هو بسبب ملاقاة الشمس إياه، وذلك أن النار الأقوى تبطل النار الأضعف. وكذلك يعرض فى الكواكب الأخر. ٣ — وأما ثاليس وشيعته فيرون أن استنارة القمر من الشمس. ٤ — وأما ارقلطس فانه يرى أن الذى يعرض للشمس والقمر هو عرض واحد؛ وذلك أن الكواكب لما كانت فى أشكالها شبيهة بالسفن، صارت إذا قبلت ما يرفع إليها من بخار الرطوبات التى تبخر إليها تستنير فيما يظهر بالتخييل. والشمس تستنير استنارة أكثر لأنها تسلك فى هواء أصفى. وأما القمر فانه يسلك فى هواء أغلظ، ولذلك يظهر كمدأ.
[chapter 61: II 29]
فى كسوف القمر: ١ — أما أنقسمندرس فيرى أن كسوف القمر يكون بانسداد الفم الذى يكون فى تقوسه. ٢ — وأما بيروسس فيرى أن كسوف القمر يكون بسبب محاذاة جزئه الذى ليس يستنير — إيانا. ٣ — وأما إرقلطس فيرى أن كسوفه قد يكون بدوران جسمه حتى يعرض أن يسامتنا الجزء منه المقعر تقعير السفينة. ٤ — وأما قوم من البوثاغوريين فيرون أن كسوفه يكون من قبل استتاره: تستره عنا مرة الأرض، ومرة ما يقوم مقام الأرض. وأما المحدثون فيرون أن القمر يلتهب كالتهاب النار رويدا رويدا على ترتيب إلى أن يصير بدرا، ثم يأخذ فى الانطفاء على تلك المناسبة إلى أن ينتهى إلى الاجتماع فينطفئ ألبتة. ٥ — و〈أما〉 أرسطوطاليس وأفلاطون والرواقيون والتعليميون فانهم متفقون على أن حقيقة القمر التى تكون فى أوائل ألاهلة باجتماعه مع الشمس واستنارته بها ومسامتة المستنير منها الشمس. وأما الكسوفات فتعرض لها بدخولها فى ظل الأرض إذا كانت الأرض بين الكواكب أو كانت سدا بينهما.
Page 139