يقول إذا هبت ريح الجنوب في هذا البحر اضطربت المراكب التي فيه، فصارت أعاليها أسافل أو وقفت تلك المراكب لا تسير ولا تبرح؛ وذلك من هول البحر وشدته.
كأن مدب الموج في جنباتها
مدب الصبا بين الوعاث من العفر
العفر جمع أعفر وهو الكثيب الأحمر، والوعاث: أي اللينة. يقول كأن مدب الريح في جنبات السفينة، وقد ارتفع الموج حولها، مدب الريح بين كثبان الرمال اللينة؛ فالريح تجري الرمل كذا وكذا.
كشفت أهاويل الدجى عن مهوله
بجارية محمولة حامل بكر
يقول كشفت أهوال الليل عن هول ذلك البحر بجارية أي بسفينة، ومحمول: أي يحملها الماء، وحامل: أي الناس في أحشائها فكأنها حامل بهم. وجاء في بعض رسائل الأدباء هذه العبارة: هال عليها البحر فسقاها كأس الحمام وأولدها قبل التمام. وبكر: أي أنها لم تركب قبل. يريد أنه قطع ذلك البحر وأهواله قاصدا رجلا مدحه.
لطمت بخديها الحباب فأصبحت
موقفة الدايات مرتومة النحر
الحباب الموج، وموقفة الدايات: أي مخططة الظهر. يقول إن الماء قد جعل فيها خطوطا من الخضرة، ومرتومة النحر: أي في نحرها بياض؛ وذلك أن أصحاب السفائن يجعلون في صدر السفينة شيئا أبيض إما جيرا وإما محارا.
Unknown page