Uṣūl al-tarbiyya al-islāmiyya wa-asālībuhā fī al-bayt waʾl-madrasa waʾl-mujtamaʿ
أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع
Publisher
دار الفكر
Edition
الخامسة والعشرون ١٤٢٨هـ
Publication Year
٢٠٠٧م
Genres
بواسطة الضغط الجماعي الواعي المقصود من أبلغ الوسائل، وأشدها تأثيرًا في النفوس.
وقد وصف الله تعالى بعض نتائجها النفسية وصفا بليغا حيث قال: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ، وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْإِرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [التوبة: ٩/ ١١٧-١١٨] .
فأشار إلى الأثر الذي بلغه المجتمع المسلم من نفوس أفراده، فأحاطها من كل جانب، حتى أن أحدهم تضيق به الدنيا عندما يقاطعه، ويهجره جميع أفراد المجتمع من أجل مرضاة الله.
النتيجة التربوية:
وهكذا نرى أن الرجوع إلى أمر الله، وتحكيم شريعته في تنظيم المجتمع، من أهم مصادر الروابط، والتصورات والأهداف الاجتماعية، فيحق للمجتمع بل يجب عليه أن يربي الناشئين، ويؤدبهم بطلب مرضاة الله، فإذا زاغ الفرد عن هذا الهدف هجره المجتمع، أو زجره أو اتخذ معه شتى الأساليب التربوية، حتى يعود إلى حظيرة الإيمان والتوبة، والندم على الخطأ والعمل بمقتضى الشريعة وآدابها.
وهذا يدل على أن مؤدب الناشئين، يحق له بل يجب عليه أحيانا، أن يحرم المخطئين من معاشرة زملائهم فترة من الزمن، عقوبة وردعا لهم حتى يشعر بندمهم وتوبتهم، ورجوعهم إلى الصواب، أو يأخذ عليهم العهد بذلك، شريطة أن يعرفوا أخطاءهم، وسبب إنزال هذه العقوبة بهم، وأن يتوسم فيهم الاستفادة من هذه العقوبة، فقد ترك رسول الله ﷺ عددًا من المنافقين لم يعاقبهم على تخلفهم، وخص هؤلاء الثلاثة بهذه العقوبة، لعلمه بأنها هي الأنفع لهم، وأنهم أجدر أن يتعظوا بها.
٥- التربية الاجتماعية بالتعاون: تقوم التربية الإسلامية على اعتبار المجتمع المسلم كيانا حيا واحدا، فقد شبه رسول الله ﷺ هذا المجتمع بالجسد حيث قال: "ترى
1 / 146