Al-qawāʿid waʾl-uṣūl wa-taṭbīqāt al-tadabbur
القواعد والأصول وتطبيقات التدبر
Publisher
دار الحضارة للنشر والتوزيع
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
Genres
«قال قتادة ﵀: «والله ما تمنى أن يرجع إلى أهل ولا إلى عشيرة، ولكن تمنى أن يرجع فيعمل بطاعة الله، فانظروا أُمنية الكافر المُفَرِّط فاعملوا بها» (١).
وقال ﵀: «طَلَبَ الرجوع ليعمل صالحًا، لا ليجمع الدنيا، ويقضي الشهوات، فرحم الله امرأً عمل فيما يتمناه الكافر إذا رأى العذاب» (٢).
٣٣ - قال تعالى: ﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (٣٤)﴾ (النمل).
قال الشنقيطي ﵀: «ألا ترى أن مَلِكَة سبأ في حال كونها تسجد للشمس من دون الله هي وقومها لَمَّا قالت كلامًا حقًّا صَدَّقها الله فيه، ولم يكن كفرها مانعًا من تصديقها في الحق الذي قالته، وذلك في قولها فيما ذكر الله عنها: ﴿إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً﴾ (النمل: ٣٤)، فقد قال تعالى مُصَدِّقًا لها في قولها: ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (٣٤)﴾ (النمل)، وقد قال الشاعر:
لا تَحْقِرَنَّ الرأي وَهْوَ مُوَافِقٌ ... حُكمُ الصواب إذا أتى من ناقصِ
فالدُّر وَهْوَ أَعَز شيء يُقْتَنى ... ما حَط قيمتَه هَوَانُ الغائص» (٣) (٤).
٣٤ - قال تعالى: ﴿الم (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (٣)﴾ (العنكبوت).
(١) تفسير ابن كثير (٥/ ٤٩٤).
(٢) تفسير السمعاني (٣/ ٤٩٠).
(٣) وفيات الأعيان (٢/ ١٨٨).
(٤) أضواء البيان (١/ ٨ - ٩).
1 / 203