إذ أدركتني حرفة الأدب - لها الله - وجال في صدري أن أنظم أبياتا أمتدح بها رضوان وأزدلف بها إليه، شنشنتي في الدنيا وشنشنة كل أديب،
96
فاتسق لي ذلك واستقام، وفتح الله علي بقصيد بارع موف على الغاية، أطريت فيه رضوان ولا إطراء النصارى المسيح ابن مريم،
97
ثم اقتربت من خازن الجنة لأنشده هذا القصيد، وكأن نبي الله الخضر أحس ذلك مني، فنظر إلي نظرة مروعة استطير لها قلبي وماث من الخوف كما ينماث الملح في الماء ... فأمسكت وسقط في يدي،
98
واعتذرت إلى الخضر عن هذه الهفوة ونشدته الله أن لا ترهقني من أمري عسرا، فإن ربة الشعر هي التي أوحت إلي وأغرتني بهذا الأمر؛ إذ سحرني جمال رضوان وملك علي مشاعري وأنساني ما تشارطنا عليه ... ويا لله ما أشأم الأدب على من امتحن به حتى في الآخرة! ... وما لرضوان الذي خلقه الله من طينة الصدق، وفي مهده درج وفي آفاقه يطير، وما للشعر الذي أحسنه كما قيل أكذبه!
هوامش
الأديب يدخل الجنة
ولما فتح باب الفردوس أخذت عيناي شجرة شجراء،
Unknown page