ومثل قراءتهم في قصة فرعون: {فاليوم ننحيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية}(1)، وإنما نزلت: {فاليوم ننجيك ببدنك}[يونس:92].
ومثل قراءتهم {فترى الودق يخرج من خلله}[النور:43]، وإنما أنزلت: {فترى الودق يخرج من خلاله}.
ومثل قراءتهم: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}[البقرة:184]، وإنما نزلت: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين}.
ومثل قراءتهم: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلال من الغمام والملائكة}[البقرة:210]، وإنما هي: {في ظلل من الغمام}[659].
ومثل قراءة من قرأ: {والشمس تجري لا مستقر لها}[يونس:38]، وإنما نزلت {لمستقر لها} وما كان مثل هذا مما يخرج في اللغة والمعنى لم يقر به ولا نجب(2) لأحد القراءة به، وأفضل القراءة فعلى ما أنزل الله سبحانه، وإنما هذا الاختلاف في القراءات تعمق من بعض الناس وطلب للرياسة، وأصح القراءة وأثبتها ما لا يقع فيه اختلاف فقراءة أهل المدينة؛ لأن القرآن نزل عامته في بلدهم وأخذوه من رسول الله صلى الله عليه تلقينا وتفهيما فهي القراءة التي أنزلها الله على نبيه عليه السلام لا تخرم(3) حرفا وهي قراءتنا وبها نأخذ وعليها نعتمد، وهي التي تعلمنا من أسلافنا صلوات الله عليهم فاعلموا ذلك وبه فاعملوا، وإياه فاقصدوا، نسأل الله لنا ولكم الثبات على طاعته والعون بتوفيقه.
(4)وسألتم توجيه مصحف بقراءة أهل المدينة ولم يمكن ذلك عند
خروج مسائلكم وإنا إن شاء الله فنعمل في ذلك وننفذ إليكم إن تأخر الأجل لبلوغ الأمل وصل بكم بعون الله ولطفه.
[في الصبي يموت هل يوضى قبل غسله كما يفعل بالكبار] وسألتم: عن الصبي يموت هل يوضأ قبل غسله كما يوضأ الموتى الكبار؟
Page 178