131

ألا ترون أن النطفة تبدل علقة والعلقة تبدل مضغة والمضغة تبدل عظاما ثم تكسوا العظام لحما وتنتقل من حال إلى حال مما جعله الله للإنسان مما ركب فيه من سمع وبصر وروح وشعر والعين موجودة لم تذهب، وإن بدلت فلم تبطل وتضمحل وإنما نقلت من سبب إلى سبب، وأصل ذلك كله من النطفة، ومثل جوزة لو غرستموها ثم بدت فكان بدوها على ورقتين، ثم لم يزل التقدير من الله سبحانه ينقلها من حال إلى حال حتى صارت من الكبر والكمال إلى ما ذكرناه من الحال لم يكن ذلك بمذهب لما كانت عليه عند ثباتها وما كانت عليه من صغرها ولما تنسب إليه من أصلها وإنما تنقل من حال إلى حال وما كانت عليه من بدوها فغير منتقل من فنه ولا مخرج من حده كذلك أيضا ما ذكر سبحانه من النسخ، فمثله كمثل شيء لو نسختموه لم تكونوا بنسخكم له مفنين.

Page 133