106

قال محمد بن يحيى عليه السلام: اعلموا رحمكم الله أن الهادي إلى الحق وجده صلوات الله عليهما لا يختلفان بل هما في قولهما ولله الحمد مؤتلفان ومذهبهما في جميع الحق مستويان لا فرقة بينهما في شيء من الأشياء وإنما وقع الاختلاف والزيادة والنقصان من الناقل لا منهما وأنتم فلم تلقوا القاسم رحمة الله عليه ولم تشافهوه وإنما وصلت لكم كتبه قد تنوسخت فيقع من الكتاب حرف فيزول المعنى ويسهو الكاتب ويغفل السائل ويحرف المستملي فليس ما كان كذلك نسب إلى القاسم عليه السلام ولا يجوز لأحد أن ينحله إياه، وولد [602] القاسم أعلم بعلمه وأعرف بمذهبه ولم أسمع أحدا من ولده يروي ما ذكرتم عنه ولا يصححه وإنما هذه الرواية رويت عن بعض الأنصار ولم يصححها أحد ولم يأخذ بها بل الصحيح خلافها، ومذهب القاسم صلوات الله عليه ضدها ولقد كان رحمة الله عليه يقول بخلاف ما رووا عنه وكثير من مسائله كان يسأله السائل عنها فيقول لهم قال فيها فلان كذا وقال فلان كذا، ولو سئل عن قوله لأجاب وقد كان في موضع لا يظهر كثيرا مما يريد والهادي إلى الحق صلوات الله عليه فقد أظهر أشياء لم يظهرها القاسم رحمة الله عليه حين أمكنه ذلك ولو مكن الله عز وجل الحق لظهر من أحكام الله سبحانه أمور يسر بها المؤمنون ويقمع بها الكافرون.

Page 106