[تفسير حديث قول علي عليه السلام: خير هذه الأمة النمط الأوسط] وسألت: عن الحديث الذي يروى عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله: خير هذه الأمة النمط الأوسط يلحق بهم التالي ويرجع إليهم الغالي، فقلت: ما تأويله ومعناه؟
قال محمد بن يحيى عليه السلام: معنى قول أمير المؤمنين صلوات
الله عليه في قوله: النمط [الأوسط، هو اتباع لقول الله عز وجل حيث يقول: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}[البقرة:143]](1) والوسط فهو العدل في الأمور والقصد في التكليف كذلك من تعلق بالحق ولزم الصدق وترك عنه العلو والإفراط في ما لم يوجبه الله سبحانه من حكم ولم يتبع المتشابه ولم يخرج بنفسه إلى الزلل والخطل ويتبع الحق والهدى والطريق المثلى فهو وسط مستوجب للاسم الذي سماه الله به يتبعه كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام التالي، والتالي فهو الذي يكون بعده يقتدي به في فعله ويرجع إليهم الغالي، يقول يقتدي بهم ويرجع إلى قولهم، ومن خالف القصد في أمره واستفزته الأهواء ومالت به الآراء ضل في قصده وتحير في دينه، وفي ذلك ما يروى عن محمد بن علي بن الحسين رحمة الله عليه أن رجلا سأله فقال: يابن رسول الله دلني على أمر إذا عملت به نجوت به عند الله، وإذا سئلت غدا قلت أنت هديتنيه، فقال له: اعمل بما اجتمع عله المختلفون، فهذا دليل على أمره له بالقصد وترك الغلو والتحيز وقد بين ذلك أمير المؤمنين عليه السلام في أول حديثه حيث يقول[599]: يهلك في رجلان محب مفرط أو مبغض مفتري، وخير أصحابي النمط الأوسط.
[في أن السؤال للحاجة جائز]
(2)[ وسألت: عما روي عن رسول الله صلى الله عليه أن رجلا سأله فقال: يا رسول الله إنا قوم نسأل أموالنا، فقال: ((يسأل الرجل في المجاعة أو الفيق فإذا استغنى استعف)).
Page 102