Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
72

Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari

فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

Publisher

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١ هـ

Genres

أولا: أهمية تبليغ العلم النافع للناس: دل مفهوم هذا الحديث على أهمية تبليغ العلم النافع للناس؛ فإن ابن عباس ﵄ قد بلغ في هذا الحديث علم الفرائض- الذي هو نصف العلم- وبينه للناس بيانا واضحا؛ فقد بين ﷺ أن المال الذي يخَلِّفه الميت كان يأخذه أولاده ميراثا، وكانت الوصية في أول الإسلام واجبة للوالدين والأقربين على ما يراه الموصي من المواساة والتفضيل، ثم نسخ الله ﷿ من ذلك ما أحب وحدد الفرائض وأعطى كل ذي حق حقه (١). فينبغي للدعاة إلى الله تعالى أن يقتدوا بحبر الأمة ويبلغوا العلم النافع للناس؛ لقوله ﷺ: «بلغوا عني ولو آية» (٢) ودعا ﷺ بالنَّضَارة، وهي: النعمة والبهجة لمن بلغ عنه ﵊، فقال: «نَضّرَ الله امرأ سَمِعَ مِنَّا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فَربَّ حَامِل فقهٍ إلى من هو أفقه منه، وربَّ حامِل فِقْهٍ ليس بفقيهٍ» (٣) وعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: «نَضّرَ الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، وحفظها وبلّغها، فَرب حامل فِقهٍ إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يَغِلّ (٤) عليهنَّ قَلْب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإن الدعوة تحيط من ورائهم» (٥) فعلى الدعاة إلى الله ﷿ أن يرغبوا في هذا الفضل العظيم، وهذه الدعوة المباركة. والله المستعان.

(١) انظر: عمدة القاري للعيني، ١٤/ ٣٨، وإرشاد الساري للقسطلاني، ٥/ ٨، ٩/ ٤٣٣. (٢) البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ٤/ ١٧٥، برقم ٣٤٦١. (٣) أبو داود، كتاب العلم، باب فضل نشر العلم ٣/ ٣٢٢، برقم ٣٦٦٠، من حديث زيد بن ثابت ﵁. والترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع ٥/ ٣٣، برقم ٢٦٥٦. وصححه الألباني في صحيح الترمذي ٢/ ٣٨٨. (٤) يَغِل: من الغل. الحقد والضِّغن، أي لا يدخل قلبه شيء من الحقد يزيله عن الحق، ويروى بضم الياء وكسر الغين: " يغِل " ومعناه الخيانة، والإغلال الخيانة في كل شيء، والمعنى: أن هذه الخصال الثلاث تصلح بها القلوب فمن تمتك بها طهر قلبه من الدغل والقساوة. انظر: جامع الأصول لابن الأثير ١/ ٢٦٧ - ٢٦٨. (٥) الترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع ٥/ ٣٤ برقم ٢٦٥٨، وأحمد في المسند، ١/ ٤٣٧، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ١/ ٧٨، وعبد القادر الأرنؤرط في جامع الأصول ١/ ٢٦٦.

1 / 74