57

Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari

فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

Publisher

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١ هـ

Genres

بعده ولا أمة وهو في الرِّقيّة " (١) وهذا يدل على كرمه ﷺ، وعن أنس ﵁ قال: «ما سُئِل رسول الله ﷺ على الإسلام شيئا إلا أعطاه، قال: " فجاء رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قومي أسلموا؛ فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة» (٢). فالداعية ينبغي له أن يكون كريما؛ لأن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها (٣). ثالثا: الإعداد للجهاد في سبيل الله تعالى: الجهاد في سبيل الله تعالى وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله تعالى ونشر الإسلام؛ لأن الهدف منه: إخراج الناس من عبودية المخلوق إلى عبودية الخالق؛ ولهذا قال ﷾: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الأنفال: ٣٩] (٤). وقد دل الحديث على الإِعداد للجهاد والتأهب له، قال القسطلاني ﵀ في شرحه لهذا الحديث: " إلا سلاحه " أي الذي أعده لحرب الكفار: كالسيوف (٥) وقال ابن الأثير: " السلاح ما أعددته للحرب من آلة الحديد مما يقاتل به، والسيف وحده يسمى سلاحا " (٦). فينبغي للدَّولة المسلمة أن تعد العدة للجهاد بكل ما تستطيعه من قوة؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال: ٦٠] (٧).

(١) عمدة القاري ١٤/ ٣٠. (٢) مسلم، كتاب الفضائل، باب ما سئل ﷺ شيئا فقال: لا، ٤/ ١٨٠٦ برقم ٢٣١٢. (٣) وسيأتي إن شاء الله تفصيل أكثر من ذلك. انظر: الحديث رقم ٣٥، الدرس الثالث. (٤) سورة الأنفال، الآية: ٣٩. (٥) إرشاد، الساري ٥/ ١٠٠، ١٩٧. (٦) النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٣٨٨. (٧) سورة الأنفال، الآية: ٦٠.

1 / 59