Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari
فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري
Publisher
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢١ هـ
Genres
وطرحها على الأرض، فكأنه صان المسجد عما تصان عنه لحيته " (١).
٧ - زهده: قال سليم بن مجاهد: " ما رأيت بعيني منذ ستين سنة أفقه ولا أورع، ولا أزهد في الدنيا من محمد بن إسماعيل " (٢).
وقال الحسين بن محمد السمرقندي: " كان محمد بن إسماعيل مخصوصا بثلاث خصال، مع ما كان فيه من الخصال المحمودة: كان قليل الكلام، وكان لا يطمع فيما عند الناس، وكان لا يشتغل بأمور الناس، كلُّ شُغلِهِ كان في العلم " (٣) وذكر محمد بن العباس الفربري أن بعض أصحاب البخاري ضَيَّفه في بستانٍ له فلما جلسوا أعجب صاحب البستان بستانه؛ لأنه قد عمل مجالس فيه وأجرى الماء في أنهاره فقال: يا أبا عبد الله، كيف ترى؟ فقال: " هذه الحياةُ الدنيا " (٤).
٨ - ورعه: تربّى على الورع؛ ولهذا جاء عن والده إسماعيل: أنه قال عند موته: " لا أعلم من مالي درهما من حرام، ولا درهما من شبهة " (٥) وقد وَرِثَ البخاري من أبيه مالا جليلا (٦) ومن عظم ورعه أنه كان يقول: " ما اغتبت أحدا قط منذ علمت أن الغيبة حرام " (٧) وهذا يظهر في كلامه في الجرح والتعديل؛ فإن من تأمل ذلك علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يضعِّفه؛ فإنه كثيرا ما يقول: " منكر الحديث، سكتوا عنه، فيه نظر " ونحو هذا، وقَلَّ أن يقول: " كذّاب أو وضّاع "؛ وإنما يقول: " كَذّبَهُ فلان، رماه فلان، يعني بالكذب " (٨).
قال أبو عمر أحمد بن نصر الخفاف: " حدثنا محمد بن إسماعيل التقي النقي الذي لم أرَ مثله " (٩).
_________
(١) هدي الساري، لابن حجر، ص ٤٨١.
(٢) سير أعلام النبلاء، للذهبي، ١٢/ ٤٤٩.
(٣) المرجع السابق ١٢/ ٤٤٨.
(٤) سير أعلام النبلاء، للذهبي، ١٢/ ٤٤٥.
(٥) هدي الساري لابن حجر، ص ٤٧٩.
(٦) انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي ١٢/ ٤٤٧ وهدي الساري لابن حجر، ص ٤٧٩.
(٧) هدي الساري، لابن حجر، ص ٤٨٠، وانظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي، ١٢/ ٤٣٩، ٤٤١.
(٨) انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي، ١٢/ ٤٣٩ وهدي الساري، لابن حجر، ص ٤٨٠.
(٩) تهذيب الأسماء واللغات، للنووي، ١/ ٦٩، وسير أعلام النبلاء، للذهبي، ١٢/ ٤٣٦، ٤٤٢.
1 / 24