صفة اخرى وهو غرس النوى، ووجه العمل فى هذا ان يوخذ النوى ويعمل له احواض ويطيب بشىء من الزبل الرقيق البالى ثم يزرع فيه النوى ويغطى بالتراب ويكون التراب مما يوافق الجلوز من الارض التي ذكرنا وهى الرخوة والمضرسة ويكون ارتفاعه عليه اصبعين لا اكثر من ذلك ويجعل على الاحواض من الارض المضرسة على قدر غلظ نصف الاصبع ثم يسقى مرتين او ثلاثا الى ان يلحقه امطار الخريف والشتاء فيترك سقيه عند ذلك اذا تواترت عليه الامطار ووقت غرسه اول اكتوبر وهو ابان اكله ويحين نباته فى اول شهر مارس لا يتجاوزه. فاذا نبت ادمن عليه السقى ويترك كما هو حتى يتم عامان فاذا كان بعد ذلك نقل الى المكان الذى يراد تنقيله اليه وتحفر له حفر يكون عمق كل منها ثلاثة اشبار وهى فى هيئتها على خلال الحفر التي حفرت للنوامى ويكون بين حفرة واخرى عشرة اذرع ويتحفظ به عند قلعه للتنقيل وذلك انه ينبغى ان يقلع باصوله تامة ويغرس فى الحفرة المصنوعة له حوله ولا تملأ الحفر بل تترك منخفضة لانه يحب الماء الكثير الدائم كما ذكرنا قبل هذا واعلم ان ثمر الجلوز الذى هو ثمره يخلق من غير نوار
فصل فى غرس الكرم الصحراوى،
وهو الذى لا يسقى وجه العمل فيه ان ينتخب القضيب وينجر وهو القضيب الذى يخرج فى البالى ويكون فيه العنب ويكون اخذه وقت الزبر الا ان يتأخر الزبر لامر فيوخذ القضيب وقت الحاجة اليه، وينبغى ان يكون غرسه باثر قطعه لا يوخر عن ذلك ساعة ان تمكن ذلك وهو القضيب الذى يقوم فى البالى وهو الذى اردناه، وهو قضيب معقد لا يشبه غيره من القضبان فان لم تكن له نهضة فى الطول وكان غيره اطول منه فانه لا يلحق بهذا القضيب الموصوف فى الجودة، ومن الناس من يقصد الى القضب الباهية الطويلة دون هذا القضيب وذلك لقلة معرفتهم، لان القضبان فى اصل الثمرة تختلط بعضها مع بعض وتزدحم فى الضرف لكثرة ماء الثمرة فمنها ما يخرج فى واجب وفى حقه، ومنها ما يخرج فى غير واجب
Page 74