والسروات، لتولي مهمهم والدفاع في قضاياهم، وأنه مجد في مهنته، إن صح أن هذه مهنته، لبق، حسن التصرف، مبسوط العلم بمداخل القانون. ومن هنا تعلم أن النبوغ في فن لا يستهلك دائما سائر مواهب المرء الأخرى، ولا أدري أيكون من الخير أن يوزع الأستاذ فكري قواه على أمرين معا أو على ثلاثة، إذا حسبنا «البرلمان» شغلة ثالثة؟ أم أن الخير كله في أن يتجرد لتربية تلك الموهبة الجليلة التي لم يشاركه فيها كثير، على حين يشاركه ويبرعه في غيرها كثير؟!
والأستاذ فكري خرج من عائلة كبيرة جدا، كل أفرادها متعلم. وكلهم كسائر المتعلمين له في السياسة رأي، ولكني لا أحصي في هذه الآلاف - ما شاء الله - حزبا وطنيا إلا فكري، ولعل هذه من إحدى طرفه كذلك!
على أن الأخلق به ألا يكون حزبا وطنيا من الطراز الجديد
Moderne ، بل أن يكون وطنيا قديميا محجوبيا لا يقنع بالسودان من منبعه إلى مصبه ومعه الملحقات، وملحقات الملحقات، فإن في الشرق القريب والبعيد بلادا ضافية الأطراف، واسعة الأكناف، أولى بمصر أن تتولاها وصاية وانتدابا ما دام الإنجليز، على رأي الدكتور ثابت، ولعل الفرنسيين أيضا «ما يقولوش حاجة!»
ذلك هو الأخلق بطريف الخيال، وليسعد التمني إن لم تسعد الحال.
منى إن تكن حقا تكن أعذب المنى
وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
أحمد مظلوم باشا
لعمري لو وقفت على عنق
1
Unknown page