قال: «اجعلها سبعة.. وهات بقى».
قلت: «إنى أكره المساومة.. طباعى تأباها.. وتربيتى تجعلنى أنفر منها.. أوه أنفر جدا منها.. إنك لا تستطيع أن تتصور شدة نفورى من المساومة.. يبلغ من كرهى لها أن أزهد فى الأمر كله فلا أعود أقبل الكلام فيه مهما كان الذى يبذل لى».
وطويت العلبة على سبيل التأكد لهذا النفور ووضعتها فى جيبى وقلت: «والآن.. أستودعك الله.. إن شاء الله. إن شاء الله أراك غدا بخير» وأدرت وجهى وهممت بالخروج، وإذا به يصيح بى: «تعال يا مجنون.. خذ العشرة التى تريدها.. هات بقى».
قلت: «حتى تصير العشرة فى كفى هذه».
وبسطتها له حتى لا يساوره الشك.. فتنهد، وناولنيها وعددتها على مهل ثم رميت له العلبة.
وخرجت وتركت له السجاير غير عابئ بأوامر الطبيب، فما أطيش الشباب وأشد حمقه وأقل رفقه.. ولكن الله سلم ونجا ولم تقتله السجاير. أما أنا فلم يكتب لى الله أن أذهب فى سنتى تلك إلى الشام. ولهذا حديث طويل ليس هذا وقته فإن أكثر الذين يعنيهم لا يزالون أحياء فموعدنا به بعد عمرهم الطويل.
الفصل الخامس عشر
الببغاء والقط
- أعوذ بالله من الستات ... إنهن لا يرحمن ولا يتركن رحمة الله تنزل.
قلت: «لماذا؟ ماذا يسخطك على الجنس اللطيف»؟
Unknown page