قلت: «كلا.. إنما تعبت من التفكير».
قالت: «فى أى شىء كنت تفكر»؟
قلت: «هل تصدقيننى إذا أخبرتك»؟
قالت: «لم لا أصدق؟ هل هو شىء غريب جدا»؟
قلت: «نعم.. جدا.. لقد كنت - وأنت على صدرى - أشتهى أن أمرغ نفسى فى هذه الرمال وأن أعوى كالكلب».
فضحكت حتى ترقرق الدمع فى عينيها، وقالت بعد أن وجدت لسانها: «ولكن لماذا؟.. إن هذا شىء غريب».
قلت: «لا غرابة على الإطلاق.. ألم أقل لك: إن فى من الكلب خصائص.. اشتهيت أن أفعل ذلك عسى أن تصنعى معى ما كان يمكن أن تصنعى مع كلبك.. تحمليننى بين يديك.. عل ذراعيك.. وتدنين فمك الدقيق من وجهى وتقبليننى فألاعبك وأضع يدى على كتفك وأنظر فى عينيك وأمسح خدى بخدك.. على فكرة.. وقبل أن أنسى».
فتركت الضحك، وأقبلت على تسألنى: «نعم..».
قلت: «هل تستطيعين أن تخبرينى أو تبينى لى كيف يسعك أن تأكلى»؟
فاستغربت، وقالت: «لست أفهم.. لماذا تظن أنى لا أستطيع أن آكل»؟
Unknown page