Fi Suhba Wa Sahaba
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
Genres
2- روى الحاكم ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى وابن حجر في الإصابة (4/467 ترجمة أم كلثوم) وابن الأثير في أسد الغابة (6/384 ترجمة أم كلثوم) كلهم رووا الحديث من طريق ابن إسحاق قال: حدثني الزهري وعبدالله بن أبي بكر بن حزم قالا: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة إلى رسول الله عام الحديبية فجاء أخواها الوليد وفلان ابنا عقبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطلبانها فأبى أن يردها عليهما.
قلت: هذان تابعيان أرسلا الخبر وهذا يعني أن الخبر قد رواه ثلاثة (في الإسناد المتقدم واحد وهذا الإسناد فيه اثنان من التابعين) وهذا وإن كان مرسلا لكنه يقوي ما سبق ويتقوى به لا سيما مع وجود ما يدل على ذلك في صحيح البخاري كما سيأتي.
3- روى البخاري في صحيحه (7/453 مع الفتح) من حديث مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة في ذكر قصة الحديبية وفيها (وجاءت المؤمنات مهاجرات فكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي عاتق فجاء أهلها يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرجعها إليهم...).
أقول: وكان أكبر (أهلها) هم أخواها الوليد وعمارة ولعقبة بن أبي معيط غيرهما ابنان قتل عنهما يوم بدر صغيرين وهما خالد وله رؤية وهو من الطلقاء كأخويه وله ذكر في حصار عثمان والابن الآخر هشام وهو أيضا من الطلقاء وقد نزل الوليد وهشام وخالد الرقة وسكنوا بها ولهم فيها ذرية معروفة إلى القرن الثالث وسبب نزولهما هناك لحوقهما بأخيهما الوليد فإنه بعد أن عزله عثمان وحده لشربه الخمر كما في صحيح مسلم ذهب يرتاد الدنيا ليجد مكانا مناسبا فلما وصل الرقة أعجبه هواؤها وربما لكثرة النصارى هناك فاستقر بها وكان يصادق النصارى كأبي زبيد الطائي ويشرب معهم الخمر إلى أن توفي والله أعلم بخاتمته.
Page 121