أما نقلة هذا الكوكب فهو كنقلة الكوكب الذى فوقه فى استتباعه لنقلة الشمس وكثرة الاختلاف إلا أن فلك القمر كثير التقصير عن فلك الشمس بحسب انكسار القوة وضعفها لبعده عن المحرك وهذا الكوكب يبعد عن الدائرة التى ترسمها الشمس نحو الشمال والجنوب بأجزاء متساوية فهو على نطاق فلكه ولذلك كان ميل دائرته التى يقطعها بحركته الخاصة به عن دائرة ميل الشمس اكثر من تلك لانه أعنى القمر يخرج عن دائرة ميل الشمس إلى الشمال وإلى الجنوب نحوا من خمسة أجزاء وبقدرها يكون البعد ما بين قطب فلك القمر وبين دائرة ممر قطب فلك الشمس وبقدرها أيضا ميل الدائرة التى للقمر التى تفعلها الشمس وقال بطلميوس إن القدماء إنما استخرجوا مواضيع القمر وعدد أدواره بآلة القياس والرصد وبقياسه أيضا إلى الكواكب الثابتة إذ كانو لم يشعروا بنقلتها موقع لهم فى ذلك غلط من هذه الجهة ومن جهة أن قياس القمر من مركز الكلي يخالف قياسه من موضع الأبصار إذا كان البعد بين موضع البصر ومركز الأرض الذى هو نصف قطر كرة الأرض له قدر يعتد به عند نصف قطر فلك القمر وذلك أنه إنما حقق موضع هذا الكوكب من كسوفاته لا من كسوفات الشمس لأنه فى كسوفاته يكون على مناظرة الشمس أعنى على الخط المار بمركز الشمس وبمركز الأرض وبمركز القمر فيكون لذلك موضعه فى وقت الكسوف هو موضعه بالصحة من فلك البروج ومن فلكه المائل لأنهما يكونان أعنى الشمس والقمر على نقطة تقاطع هاتين الدائرتين فتكون لذلك الأدوار التى توجد ما بين الكسوف متساوية الحال فى الاظلام والجهة أدوارا صحيحة تامة وذكر أن من تقادم عهده من القدماء جعلوا يطلبون زمانا بين كسوف قمرتين فيهما يتحرك القمر فى الطول حركة سواء لأن هذا الزمان وحده هو الذى به يمكن الوقوف على عوده اختلاف القمر فقصدوا قصد كسوفات القمر للأسباب التى ذكرها وجعلوا يطلبون منها مدة ما لعدة من الشهور فإنها أبدا مساو للمدد التى لمثل هذه العدة من الشهور يحط بأدوار تامة من أدوار الاختلاف ويحيط تداوير فى الطول عدتها متساوية إما كاملة وإما مع قسى متساوية فكانوا يظنون على ظاهر النظر أن هذا الزمان هو ست ألاف وخمس مائة وخمسة وثمانون يوما وثلث يوم وكانوا يرون أن فى قريب من هذه العدة من الأيام يستكمل من الشهور مائتى شهر وثلاثة وعشرين شهر ويستكمل من عودان الاختلاف مائتى عوده وتسعا وثلاثين عودة من عودات العرض مائتين وأربعين عودة ويستكمل من عودات المسير فى الطول مائتين وإحدى وأربعين دورة ومع ذلك عشرة أجزاء وثلاثين جزءا وهى التى تزيد الشمس فتقطعها فى هذا الزمان على الأدوار الثمان عشرة التى لها في هذه المدة وسموا هذا الزمان الدورى ووجدنا نحن هذه الانتقالات موضوعة على معانيها عندها وهى الأشكال والحركات التى تنبهنا إليها وذلك أن عودات الاختلاف كما قلنا إنما هى أدوار حركة الفلك على قطبيه لنفسه الحركة المختصة به وهى على ما بينا تلقاء حركة الكل طلبا للكمال فى الشبه بالأعلى وعلى عدد عودات حركاته لنفسه يكون عودات القطبين اللذين لهذا الفلك بالتقصير إلى خلاف حركة الكل على دائرتى ممرهما إذ كانت الحركة التى لهذا الفلك عليهما فهذان القطبان على تقصيرهما فى دائرتى ممرهما وأما عودات العرض فإن العرض إنما يكون بنقلة قطبى دائرتى ممر قطبى هذا الفلك بتقصيرهما أيضا عن الأعلى فعلى عدد دورات قطبى هاتين الدائرتين تكون عودات العرض وبمثلها من الأدوار يكون تقصير القمر فى الطول أعنى حركته المسماء بالوسطى إلا ان منتهى القمر فى العرض يختلف فيزتد تارة على منتهى فلك البروج فى الشمال والجنوب وتارة لايزيد وإنما تكون الزيادة فى الخروج إلى جهتى الشمال والجنوب بقدر القمرتين من الدائرة العظمى التى يكون بين قطب دائرة ممر قطب هذا الفلك وبين محيطها وقدر ذلك يكون نحو الخمسة الأجزاء ولأن هذφη القطبين إنما يمران على الدائرتين اللتين يمر عليهما قطبا فلك الشمس وهما اللتان قطباهما خارجان عن قطبى الأعلى لذلك لا تنتهى القمر منتهى ميله فى الجانبين كليهما فى كل دورة من أدوار تقصيره بل إنما يبلغ منتهى عرضه إذا كان قطب فلكه من دائرة الممر على أقرب ما يكون من قطب الكل أو أبعد ما يكون منه وذلك عندما يكون قطب دائرة الممر على نقطة ممابين دائرة ممر قطب فلك الشمس لدائرة ممر قطب فلك الكوكب الثابتة حسبما يظهر من المثال الذى يمثله لنقلة هذا الفلك ولأجل هذا جعلوا عودته فى العرض مخالفة لعودته فى الطول وبينهما شيء يسير وهما فى الحقيقة شيء واحد فعودات الطول فى الحقيقة وعودات العرض يكون عودهما أحد إلا أنه قد لا يبلغ القمر منتهاه فى الجانبين كليهما فى كل عودة من عوداته ولهذا احتاجوا إلى الزمن الذى فيه ينتهى القمر غاية بعده فى الجانبين عن فلك البروج ولما حقق بطلميوس مواضع القمر حتى الكسوف وعلم أن موضعه من الشمس عند إتمامه دورة يكون عند استقباله الشمس ثابتة بأن له إن يقطع فلكه المائل من اجتماعه بالشمس إلى الاجتماع التالى له دورة واحدة وزيادة ما سارته الشمس فى أيام الشهر الواحد فإن نقص منه ما بحركته الشمس بقى ما تحركه القمر وحده فلذلك ضاعف ما تنتقله الشمس فى اليوم الواحد بأيام الشهر الوسط وبقى تسعة وعشرون يوما وإحدى وثلثون دقيقة وخمسون ثانية وثمان ثوانى وتسع روابع وأربع وعشرون خامسة فيخرج له ما انتقلت الشمس فى هذه المدة وأضاف إلى ذلك أجزاء دورة واحدة وهى ثلاث مائة وستون جزءا فكان ذلك ما يظهر من نقلة القمر فى الشهر الواحد الوسط وهو ثلثمائة وتسعة وثمانون جزءا وست دقائق وست وعشرون ثانية وثالثة واحدة وأربع وعشرون رابعة وخامستان وثلاثون سادسة وسبع وخمسون سابعة فقسم هذا العدد من الأجزاء على أيام الشهر فخرجت له نقلة القمر الوسطى فى اليوم وذلك ثلثة عشر جزءا وعشر دقائق وأربع ثلثون ثانية وخمسون ثالثة وثلاث وأربعون رابعة وثلاثون خامسة وبثلثون سادسة ويكون البعد الوسط الذى بين القمر والشمس ما يبقى من هذه الأجزاء بعد أن تحط منها هذه الدقائق التى تنتقلها الشمس فى اليوم وذلك درج يب يا لو نا ك نز وكذلك أيضا ضاعفوا عودات الاختلاف التى يحسبون عليها الزمان الدورى بأجزاء دائرة واحدة وقسموا المجمع على عدد أيام ذلك الزمان الدورى خرج لهم ما يقطعه القمر من فلك التدوير فى اليوم الواحد وذلك درج يج ج لج نو كط لح ل وهذا الذى ألفينا حركة الفلك المختصة به وميلها هو تقصير قطب هذا الفلك فى دائرة ممره وأما الحركة بالعرض فهى بعينها تقصير القمر وإن كانوا قد جعلوها مخالفة لها لأجل أن سبب العرض توجيه حركتا الطول والاختلاف جميعا أعني إتباع الكوكب لقطبه المتحرك على دائرة الممر وإتباع القطب أيضا لقطب دائرة الممر الدائرة على ممر قطب فلك الشمس بحركة فحركة دائرة الممر عن فلك البروج بقدر مابين قطب هذا الفلك وبين دائرة ممره وهذا هو الذى موجب الاختلافات الجزئية له أيضا أعنى أن يرى خارجا عن فلك البروج للجانبين كليهما وعائدا اليه فى جميع الأجزاء خروجا متخالفا بالقلة والكثرة ولأن بطلميوس جعل العرض حركة أخرى على دائرة مائلة ولما كان التقصير الأول لهذا الفلك هو مجموع نقلتى الطول والاختلاف اللتين هما عندنا مسميتان تقصير الفلك الأخير وبحركته على قطبيه جميعا وذلك ستة وعشرون جزءا وأربع عشرة دقيقة وثمان وعشرون ثانية وخمس وخمسون ثالثة وثلاث عشرة رابعة وتسع خوامس وكان لهذا الفلك نقلة نحو حركة الكل واليوم وهى الأجزاء التى للاختلاف ويقصر بعد ذلك أخيرا الأجزا التى للطول وهى إلى توالى البروج فيظهر لأجل ذلك للكوكب الذى على هذا الفلك اضطراب فى نقلته التى هى التقصير الأخير أانه إذا انتقل بنقلة فلكه الخاصة به تلقاء حركة الكل يكون على دائرة وهى المائلة على دائرة الشمس ويأخره التقصير عن حركة الكل على دائرة الشمس وهاتان الدائرتان تتقاطعان وميلهما واحد دائما لا تتغير وإذا دار الفلك لنفسه بحركته والكوكب لازم لموضع واحد من الدائرة المائلة إذ كان مركوزا فى فلكه والدائرة مستقلة بكليتها به تنتقل لذلك نقطتا تقاطع ما بين الدائرتين نحو حركة الكل ويرى للكوكب لأجل تقصير فلكه النقص الآخر عن الأعلى ينتقل إلى خلاف نقطة التقاطع وهذا هو الذى ظهر للقدماء فجعلوا الفلك المائل لهذا يتحرك نحو حركة الكل فتنتقل نقطة المقاطعة مع دائرة البروج نحو حركة الكل وتحرك بحركته مركز الفلك الخارج المركز فيدير الخارج المركز الحامل لفلك التدوير إلى خلاف حركة مركز فلك التدوير إذ كان مركز فلك التدوير يتحرك إلى توالى البروج وحاملة إلى خلاف توالى البقروج فيتضاعف لأجل هاتين الحركتين المتقابلتين البعد الذى بين نقطتى البعد الأبعد والأقرب من الخارج المركز وبين مركز فلك التدوير ويجب عن ذلك أن يجتمع مركز فلك التدوير بكل واحدة من هاتين النقطتين مرتين فى الدورة الواحدة من أدوار هذا الكوكب فى فلك البروج وهذا المعنى يقف عليه من قرأ كتاب بطلميوس وتبين لمن أراد تصور ذلك بعد إمكانه إذ كان غير ممكن أن يكون كرة واحدة بعينها متحركة بكليتها على الاستدارة عدة أكثر يتحرك على الاستدارة ومراكزها متباينة وبعضها مع ذلك تقاطع البعض فأما كيف تصور نقلة هذا الكوكب على حسب ما وجد بالرصد من غير أن يوضع شيء بعيد عن التصور أو عن الامكان بهذا المثال الذى نمثله لتكن الدائرة التى تنتقل عليها الشمس دائرة ا ب ج د ولتكن الدائرة المائلة التى ترى نقلة هذا الكوكب عليها ا ب ج ه ولتكن دائرة ممر قطب فلك الشمس ك ل م ن قطبها س وهى التى نضعها ممرا لقطب الدائرة التى يمر عليها قطب فلك القمر وكان قطب دائرة ممر قطب فلك القمر منها نقطة ك ودائرة الممر لقطب هذات الفلك ح ط ولتكن القوسان اللتان تمران بنقطتي تقاطع دائرة ا ب ج د و ا ه ج ر ولقطب الكل قوسى ا ص ح و ب ص ل فتكون نقطة ص على قطب الفلك الأعلى الشمالى ولتكن نقطة ا مثلا نقطة الاعتدال الربيعى ولتكن قطب فلك هذا الكوكب من دائرة ح ط على نقطة ط ولأنه من قطبه على ربع دائرة فسيكون بعده عن نقطة ا بقدر البعد الذى بين ط و ك كان بعد ك من نقطة ا مساويا لقوس ص ا التى هى ربع الدائرة وإذا كان ذلك كذلك فيكون القمر على خمسة أجزاء من ا وإلى جهة ز من أجل أن منتهى خروجه عن دائرة البروج إنما يكون بمثل هذه الأجزاء وهو غاية ميل هاتين الدائرتين إحداهما على الأخرى فكأنه على نقطة ب من دائرة ميله فإذا دار الفلك الأعلى دورة على قطب ص وهى اليومية وتحرك بحركته فلك القمر فإن نقطة الاعتدال تعود إلى موضعها وكأنها كانت على نقطة الاستواء وهو ا ل ص ولأن فلك القمر تقصر عن الأعلى كما قلنا التقصير الأول وهو ستة وعشرون درجة واربع وعشرون دقيقة وقريب من نصف دقيقة فإن القمر كان يجب أن يكون تقصيره بعدد هذه الأجزاء من دائرة الميل وذلك نحو نقطة ع ميلا إلا أن فلك القمر يتحرك فى هذا اليوم بنفسه تلقاء حركة الكل متتابعا لحركة الأعلى وعلى قطب ط ثلاثة عشر جزءا وثلاث دقائق فينتقل القمر بحركة فلكه فى هذا اليوم قوس ع ف فيكون القمر على نقطة ف التى هى من نقطة ا الأولى على ثمانية أجزاء وعشرة دقائق وأكثر قليلا من نصف دقيقة ولأن قطب ط منتقل أيضا إلى توالى البروج وخلاف حركة الكل فتقصيره فى دائرة ك ل م ن الثلاثة عشر جزءا والعشر الدقائق ونصف وهذه النقلة للكوكب إنما هى على توالى البروج وأما الأولى التى نحو حركة الكل فعلى الدائرة المائلة فلذلك يرى للقمر نقلة بهذه الأجزاء فى اليوم وهى قوس ن ق ويرى لذلك أن نقطة التقاطع قد انتقلت نحو حركة الكل بعد أن كانت من الكوكب نحو توالى البروج عاد إلى خلاف ذلك منه فقدمته إلى الطلوع من أفق ا ل ص لأجل أن حركة الفلك على قطبيه لنفسه لم يشعروا بها وشعروا ببعد الكوكب عن التقاطع ولأجل أن هذا الفلك تقصر أولا ستة وعشرين جزءا وأربع عشرة دقيقة وقريبا من نصف دقيقة فقطب ط أيضا تقصر مثل هذه الأجزاء إلا أنه تقصر فى دائرة ممره ثلثة عشر جزءا وثلاث دقائق ونصفا وتقصر بتقصير قطب ك ثلاثة عشر جزءا وعشر دقائق ونحوا من نصف دقيقة وأيضا لأن قطب ط تقصر فى دائرة ممره بمقدار نقلة فلكه عليه وذلك ثلاثة عشر جزءا وثلاث دقائق ونصف ويبعد لذلك عن دائرة ك ل م ن ولا يكون عن نقطة ز ويكون بعد نقطة ف من دائرة ا ب ج د يقدر بعد نقطة ن من دائرة ك ل م ن لأن بعد قطب ط من القمر واحد أبدا وهذه نقلة الكوكب فى العرض عن فلك البروج فأما نقلته فى العرض عن معدل النهار فهى بنقلة قطب ك على دائرة ك ل م ن لأن فلك القمر لو كان إنما ينتقل على قطبه على دائرة ك ل م ن لما خرج القمر عن دائرة ا ب ج د ولكانت نقلة القمر والشمس على دائرة واحدة لكنا نرى القمر تارة على دائرة ا ب ج د وتارة خارجا عنها إلى كلتا الجهتين وهذا هو الاختلاف الذى ينسبونه إلى إنحراف فلك التدوير وله أيضا اختلاف آخر بحسب بعد قطب ك من قطب الكل أعنى نقطة ص إذ كان قطب ك إنما يدور حول قطب س فتارة يدنوا قطب ط إلى قطب الكل الذى هو ص وتارة ببعد عنه فإذا كان قطب ط فى أبعد بعده من قطب ص وكان قطب ط من قطب ك إلى جهة معدل النهار كان الكوكب فى غاية بعده فى العرض عن فلك البروج وإذا كان قطب ك فى أقرب القرب من قطب ص وبعد ط من قطب ك إلى ما يلى نقطة ص كان الكوكب فى النهاية الأخرى فى العرض عن فلك البروج وإذا كان قطب ه فى نقطتى ح ط من دائرة ك ل م ن فإن الكوكب يكون على دائرة ا ب ج د فقد استبان كيف تكون نقله هذا الكوكب فى الطول وفى العرض وذلك ما قصدنا وهذه الصورة وأما كيف تختلف نقلة هذا الكوكب بالزيادة والنقصان فذلك يكون على نحو ما بيناه في الكواكب العلوية وذلك أن القمر يشاهد من نقلته في الطول اختلاف بالزيادة والنقصان وإنما ذلك بحسب نقلة قطب فلكه على دائرة ممره في حالتى انتقاله فيها إلى توالى أو إلى خلاف تواليها وإذا كانت هذه الدائرة بعيدة عن قطب الأعلى فتارة يسفل القطب عليها فتقصيره إلى جهة حركة الكل وتارة إلى خلافها بالكوكب والكوكب بلزومه له تظهر منه تلك النقلة فينقص من نقلها حينا وتزتد فيها حينا وإنما تكون نقلة الكوكب متوسطة إذا كان قطبا فلكه عند النقطتين اللتين تقاطع عليهما دائرتا ممر القطبين اللذين بنقلتهما ينتقل الكوكب فى الطول والعرض ولنعد الصورة ليتضح هذه النقلة فيجعل دائرة ك ل م ن على حالها ودائرة الممر لقطب الكوكب ط ح وقطباها بين الدائرتين على ما هما عليه ص ط وقد بينا فيما تقدم أن القطب يتحرك إلى توالى البروج بالتقصير فى النصف الذى من ط إلى ح وينتقل إلى خلاف توالى البروج ونحو حركة الكل من ح إلى ط ومن البىن أن الكوكب للزومه القطب يتغير انتقاله لأجل صعود القطب أو هبوطه فى دائرة ممره فإذا كان القطب متنقلا من جهة ط حيث تكون نقلة الكوكب متوسطة وهو على دائرة البروج فإذا بعد عن ط قليلا صارت نقلة القطب إلى توالى البروج فاجتمعت نقلتا قطبى الفلك وقطب دائرة ممره أعنى ك فكانتا جميعا إلى جهة توالى البروج فتكون نقلة الكوكب من حال إلى حال تزيد إلى أن ينتهى القطب إلى ى ونقلة الكوكب إلى غاية تزيده ثم إذا انتقل القطب عن ى كانت نقلة الكوكب من غاية الزيد إلى حال توسط حتى تنتهى إلى نقطة ح حيث توسط نقلة الكوكب أيضا ثم يكون حاله نقله الكوكب عند انتقال قطبيه من ح إلى ق من حال توسط إلى تنقص إذا كان القطب فى هذا الربع من دائرة ممره إنما ينتقل نحو حركة الكل فينتقص من نقلة الكوكب بقدر ما تقطعه من دائرة ممره التى هى مخالفة لتقصير الكوكب ونقلته وكأنه يرد البعض من نقلته نحو حركة الكل فإذا انتهى القطب إلى ق كانت عند ذلك نقلة الكوكب أصغر ما يكون ثم انتقل القطب من ق إلى نحو ط كان الكوكب منتقلا من غاية صغر النقلة إلى أوسطها فهكذا يختلف نقلة هذا الكوكب بالزيادة والنقصان وذلك ما قصدنا وهذه الصورة وإنما لم يكن هذا الكوكب لا وقوف ولا قهقرة كمثل ما كان للكواكب الأخر المتحيرة فذلك لأجل صغر دائرتى ممر قطبيه ولأن نسبة القوس التى بين قطب دائرة ممره وبين محيطها إلى القوس الخارجة عن محيطها التى ينتهى إلى قطب الكل قد فرضت أصغر من نسبة نقله قطب ك التى هى مساوية لحركة الكوكب الوسطى إلى نقلة قطب هذا الفلك على دائرتى ممره التى هى مساوية أيضا لحركة الفلك الخاص به المسماة حركة الاختلاف ولنمثل لذلك ونترك دائرتى ممري قطبى ط و ك على حالهما فى دائرتى ح ط ك ل وليكن قطب الكل نقطة ص ونمر على ك و ص قوسا من دائرة عظيمة وهى ص ن ك فإذا كانت نسبة قوس ق ك إلى قوس ق ص أصغر من نسبة نقله قطب ك إلى نقله قطب فلك الكوكب أعنى نقطة ط من دائرة ح ط فإنه لايمكن أن يخرج من ص إلى دائرة ح ط قوس يقطع هذه الدائرة إلا وتكون نسبة ما يقع منها فى داخل دائرة ح ط وتنتهى إلى محيط دائرة ك ل إلى ما يقع خارجا عن دائرة ح ط أصغر أبدا من نسبة قوس ق ك إلى قوس ق ص لأن القوس الخارجة عن دائرة ح ط تكون أبدا أعظم من قوس ص ق وكل قوس يقع فى داخل دائرة ح ط يكون أصغر من قوس ق ك لأن ضعف قوس ق ك أعظم القسى الواقعة فى الدائرة إذ كان وترها قطر الدائرة ط ح فتزداد تلك النسبة القسى صغرا مهما خرج من قطب ص قوس أخرى فى دائرة ح ط تنتهى إلى محيط ح ك ط ولا يمكن أن تخرج منها ما يساوى نسبة نقلة قطب ك إلى نقطة قطب ط وأصل ذلك أنا قد قلنا إن قوس ق ك هى نحو من خمسة أجزاء وأما قوس ق ص فإنها تكون نحوا من تسعة عشر جزءا إذا كانت هذه القوس هى فضل الميل على قوس ق ك لأن قوس ك ص مساوية لميل دائرة البروج على دائرة معدل النهار وذلك قريب من أربعة وعشرين جزءا وقوس ك ق نحو من خمسة أجزاء فنسبة اختلاف العظم بين دائرتى ك ل و ح ط بقدر ما بين هاتين القوسين ويكون نسبة الأجزاء من هذه الدائرة إلى الأجزاء من الدائرة الأخرى وإذا قسمت كل واحدة منهما بثلثمائة وستين جزءا بحسب نسبة التفاوت بين محيطها فإذا فرضنا قطب فلك القمر على ق بحيث يكون قوس ق و ثلاثة عشر جزءا وثلاث دقائق وهى ما يقطعه القطب بتقصيره فى دائرة ح ط ونقلته من جهة و إلى جهة ق واخذنا من لدن نقطة ك قوس ك س بقدر ما ينقله قطب ك وذلك ثلاثة عشر جزءا وعشر دقائق وهو المساوي لنقلة الكوكب الوسطى فيفصل أجزاء قوس ك س على أجزاء قوس و ق على نسبة فضل الجزء الواحد من هذه الدائرة العظمة على الجزء من تلك الصغرى وزيادة سبع دقائق من جزء من دائرة ك ل فإذا انتقل القطب من و إلى ق نقص من نقلة الكوكب فى دائرة البروج بقدر نسبة ما رجع به إلى القطب وهو قوس و ق من قوس ك س ويبقى الباقى وهو نقلة الكوكب فى حال بطؤه فغاية قوس و ق أن تنقص من نقلة الكوكب البعض وأما أن تستغرقها حتى يظهر للكوطكب وقوف أو يزيد عليها حتى يظهر للكوكب رجوع فلا يمكن ذلك ولهذا السبب لا يكون لهذا الكوكب وقوف ولا قهقرة بلا اختلاف الزيادة والنقصان حسب وذلك ما قصدنا وهذه الصورة وأما استقصى القول في جزئيات هذه النقلة وسواها من نقلة الكوكب السيارة وتتبع جميع معانى ما لهذه الكواكب من الطلوع والغروب وأوقات ظهوراتها واختفاءاتها ومعرفة حال اجتماعاتها وكسوفاتها وسائر حالاتها مما احتوى عليه كتاب المجسطى فليس يعطيه الوقت ولا تسعدنا فيه جودة البحث إذ نحتاج إلى طول من الزمان واستعانه بذوى بصر بهذا الشأن ولا نعطيه بقية العمر مع عدم الامكان وإنما كان الغرض التنبيه على كيفية الحركة المتيقنة الموجبة للانتقالات المختلفة المتفننة والتعريض بهيئة السماء ممكنة وأصول ثابتة متمكنة من تلك الاوضاع والأصول العسيرة التحصيل البعيدة عن الامكان والقبول ومع ذلك فقد تبين أن حركة جميع الأفلاك لحركة الأعلى تابعة ونقلتها للنقلة الكلية تالية شافعة وإنه ليس يخالف جزء من أجزاء السماء جزءا آخر بنقلته ولا تجرى حركة شيء منه بعكس حركة كليته فقد وفينا من ذلك بما وعدنا وأتينا فيه بما أردنا ولله المن والطول وبه الاعتصام من الخطاء والزلل فى القول والعمل وهذا ما أردت أن أبثه إليك من سرى وأعرضه عليك مما انتهى إليه فكرى وأنت الملى بتأمله بفضلك والناظر إليه بعين عدلك فإن كان فيه تقصير يحتاج أن يكمل أو أن معنى من معانية أخل فسديد نظرك يصلح الخلل فيه ويكمل ما نقص من معناه ويستوفيه وليكن لك البقاء الأسنى الأدوم والعيش الأرضى الأكرم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته انتهى بمعونة الله وتوفيقه ونسأله الهداية إلى ما يقرب من رضاه بمنته وكرمته ورحمته وقع الفراغ من نقله آخر يوم الأحد ثامن وعشرين المحرم سنة ثمانين وستمائة وافقه ثالث عشرين بشنس سنة سبع وتسعين وتسع مائة للشهداء وثامن عشر إيار سنة ألف وخمسمائة وإثنين وتسعين للاسكندر ورابع عشر مرداذماه سنة ستمائة وخمسين ليزدجرد علقه لنفسه ثم لمن شاء الله تعالى أبو شاكر بن أبى الفرج إبن أبى المفضل بن أبى إسحاق بن أبى السهل بن أبى اليسر النصارى الكاتب المصرى المعروف بابن العسال نفعه الله به وغفر له ولوالديه للقارئ والسامع ولمن يدعوا له ولكافة الخلائق آمين والحمد لله رب العالم وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل
Unknown page