شكل 6-1: مئذنة الكتبية في مراكش من القرن الثاني عشر الميلادي.
كانت المساجد الأولى في الإسلام لا منارات لها حتى أواخر القرن السابع الميلادي، وقد عرف المسلمون من المآذن أنواعا شتى؛ منها نوع على شكل برج مربع، وقد انتشر في شمالي إفريقية والأندلس، ومن أمثلته مئذنة المسجد الجامع في القيروان، ومنارة الكتبية في مراكش (شكل
6-1 )، ومنارة مسجد أشبيلية (الجيرالدا). أما المنارة في الطراز العثماني فمستديرة ودقيقة وممشوقة، وفي أعلاها مخروط مدبب، ومن أمثلتها المآذن في جوامع إسطنبول وفي جامع محمد علي بالقاهرة.
أما مآذن إيران فليس فيها شرفات للمؤذن، بل تنتهي في أعلاها بردهة يسندها كورنيش قائم على دلايات أو مقرنصات. وهذا النوع من المآذن يشبه الفنارات، وليست له أناقة سائر المآذن في العالم الإسلامي. وفي الهند كانت المآذن في الغالب مستديرة تضيق كلما ارتفعت، وتزينها شرفات وتضليعات، بينما كانت المآذن في مصر وسورية مختلفة الأنواع، فمنها مثلا المنارة الحلزونية في جامع ابن طولون، ومنها منارة جامع الحاكم الغريبة الشكل، ومنها منارات تشبه أبراج النواقيس في الكنائس، ولكن غلب على مصر وسورية نظام المآذن ذات الأدوار الثلاثة: الأول مربع، والثاني مثمن، والأعلى أسطواني.
القباب
أخذها المسلمون عن البيزنطيين والساسانيين. وأحسن القباب الإسلامية موجودة في مصر، وقد امتازت بارتفاعها وتناسق أبعادها، وبالزخارف التي تزين سطحها الخارجي. أما في إفريقية فقد كانت القباب على شكل نصف دائرة تقريبا، ولم تكن لها زخارف خارجية، وكانت القباب في الطراز العثماني على شكل نصف دائرة غير كامل، كما كانت هناك غالبا قبة رئيسية تحيط بها أنصاف قباب. أما في إيران فقد كانت القباب بصلية الشكل تستند على مقرنصات، وتغطى بتربيعات من القاشاني البراق.
المقرنصات أو الدلايات
Stalactites
وهي زخارف معمارية تشبه خلايا النحل، ونجدها بارزة ومدلاة في طبقات مصفوفة فوق بعضها، في واجهات المساجد أو في المآذن؛ لتقوم عليها الشرفات التي يدور فيها المؤذن، أو في تيجان بعض الأعمدة الإسلامية، أو في القباب بين القاعدة المربعة والسطح الدائري. وقد استخدمت المقرنصات للزخرفة في الأسقف الخشبية، ومنها مثال بديع محفوظ في دار الآثار العربية.
ومهما يكن من شيء فإن الدلايات أو المقرنصات ظاهرة أخرى تدل على غرام المسلمين بالأشكال الهندسية، وعلى حرصهم على تغطية المساحات العارية عن الزخرفة.
Unknown page