ولقد عرف عن أبيلار (1079-1142م) في شبابه أنه موسيقي بلغ من البراعة في التأليف والعزف على العود
lute
حدا اشتهر معه شهرة واسعة بأنه الشاعر المغني
Minstrel . والواقع أننا لا نذكر عن أبيلار في العادة سوى أنه رجل كنيسة، وصاحب نزعة إنسانية، وكاتب رومانتيكي في رسائله إلى إلويزا
Heloisa
ومؤلف لأغان باللغة العامية كان طلاب باريس ينشدونها ، ولكننا كثيرا ما ننسى أنه لحن أو أعاد توزيع عدد من الأناشيد الدينية للكنيسة،
17
وأنه كان ينظر إلى الفلسفة على أنها وسيلة لجعل التعاليم المسيحية معقولة ومفهومة.
كذلك ألف القديس فرنسيس في شبابه، كبقية الشبان المختالين في أيامه، أغاني وأشعارا ، ولكنه عندما تقدم به العمر، وأحس بأن أي عذاب لا يعادل ما عاناه المسيح في حياته، كتب «أنشودة للشمس
Hyman to the Sun » وهو قابع يترقب الموت في زنزانة تغشاها الفيران، ولو كان أي مسيحي أقل منه شأنا هو الذي كتب أنشودة للشمس لعدت أغنية وثنية، غير أن نزعة القديس فرنسيس في شمول الألوهية (أو وحدة الوجود)، التي تتسع لحب كل مخلوقات الله، كانت في إيمانها وتقواها بمنأى عن كل شك.
Unknown page