Fawaid Cawali
الجزء الأول من الفوائد العوالي والأحاديث الغرائب لابن خيرون - مخطوط
Genres
88 - قرئ على أبي يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد الطحان، أخبركم المعافا بن زكريا بن يحيى القاضي، قال: ثنا محمد بن داود بن سليمان النيسابوري، ثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري بفلسطين، ثا عبد الله بن محمد بن الإمام، حدثني محمد بن الخليل، أخبرني روح بن حرب السمسار، قال: كنت في دار الطيالسة، وإذا الهيثم بن عدي حاضر، قال: فسمعته يقول: سمعت بن أبي ليلى يقول: كنت يوما في مجلس القضاء فوردت علي عجوز ومعها جارية، قال: فذهبت العجوز تتكلم، قال: فقالت الشابة: أصلح الله القاضي مرها فلتسكت حتى أتكلم لحجتي وحجتها، فإن لحنت بشيء فلترد علي، وإن أذنت لي سفرت، قلت: أسفري، قال: فقالت العجوز: إن سفرت قضيت لها علي، قال: قلت: أسفري، قال: فسفرت والله عن وجه ما ظننت أنه يكون مثله إلا في الجنة، قالت: أصلح الله القاضي هذه عمتي مات أبي وتركني يتيمة في حجرها فربتني فأحسنت التربية، حتى إذا بلغت مبلغ النساء قالت: يا بنية هل لك في الترويج، قلت: ما أكره ذلك يا عمة، هكذا كان، قالت العجوز: نعم، قالت: فخطبني وجوه أهل الكوفة فلم يرض إلا رجلا (ق33ب) صيرفيا فزوجتني فكنا كأننا ريحانتان ما يظن أن الله خلق غيرى، وما أظن أن الله خلق غيره، يغدوا إلى سوقه، ويروح علي بما رزقه الله فلما رأت العمة موقعي منه وموقعه مني، حسدتنا على ذلك، قالت: وكان لها أمة، فسوفتها وهيأتها لدخول زوجي علي فوقعت عينه عليها، فقال لها ياعمة، هل لك أن تزوجيني ابنتك، فقالت: نعم بشرط، قال: لها وما الشرط، قالت تصير امر ابنة أخي إلي، قال: قد صيرت أمرها إليك، قالت: فإني قد طلقتها ثلاثا، وزوجت ابنتها من زوجي، فكان يغدوا عليها ويروح، كما كان يغدوا علي ويروح، فقلت لها يا عمة أتأذنين لي أن انتقل عنك، قالت: نعم، فأنتقلت عنها، قالت: وكان لعمتي زوج غائب فقدم، فلما توسط منزله قال: ما لي لا أرى ربيبتنا، قالت: تزوجت وطلقها زوجها، فانتقلت عنا، فقال لها: علينا من الحق ما نعزيها بمصيبتها قالت: نعم، فلما بلغني مجيئه إلي، تهيأت له وتسوفت، قالت: فلما دخل علي وسلم، وعزاني بمصيبتي قال لي: إن في بقية من الشباب فهل لك أن أتزوجك، قالت: ما أكره ذلك، ولكن على شرط، قال لي: أين الشرط؟ قالت: قلت: تصير أمر عمتي بيدي، قال: فإني قد صيرت أمرها بيدك، قالت: فإني قد طلقتها ثلاثا، وقدم ينقله علي من الغد ومعه ستة ألف درهم، فأقام عندي ما أقام ثم إنه اعتد (. . . .) (1) فلما انقضت عدتي جاء زوجي الأول يعزيني بمصيبتي، فلما بلغني مجيئه تهيأت وتسوفت له فلما دخل علي قال لي: يا فلانة إنك لتعلمين أنك كنت أحب الناس إلي وأعزهم علي، وقد حل لنا المراجعة، فهل لك في ذلك، قالت: ما أكره ذلك، ولكن يصير أمر ابنة عمتي بيدي، قال: فإني قد فعلت، وصيرت أمر ابنة عمتك في يدك، قلت فإني قد طلقتها ثلاثا بتة، أصلح الله القاضي فرجعت إلى زوجي، فما استعدلوها علي، قال: فقال: ابن أبي ليلى واحدة بواحدة والبادي أظلم، قومي إلى منزلك، قال: ابن أبي ليلى فحدثت الهادي بذلك فقال: ويحك يا محمد ما سمعت حديثا أحسن من هذا، أنا أحب أن أحدث به الحين إن (. . . .) (2).
أخر الجزء والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله.
Page 83