ذكرت جماعة من المحدثين الذين لهم تشدد في باب الجرح وتساهل في الحكم بالوضع في رسالتى الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشر الكاملة فلنطالع. ونسبة الصاغاني إلى صاغان قرية بمرو قال جاغان فعرب وقد يقال الصغان ذكره السمعاني.
(حسن جلبى) بن محمد شاه شمس الدين صاحب فصول البدائع محمد بن حمزة الفنارى كان عالمًا فاضلا جامعًا محققًا مدققًا نحويًا بصيرًا بالمعانى والبيان واقفًا على الفروع والأصول وتفسير القرآن صالحًا متدينًا كان مدرسًا بالمدرسة الحلبية بأدرنة وكان ابن عمه على الفناري قاضيًا بالعسكر في أيام السلطان محمد خان فقال له استأذن من السلطان أني أذهب إلى مصر لأثرأ مغني اللبيب في النحو علي رجل مغربي سمعته بمصر يعرف ذلك الكتاب غاية المعرفة فعرضه على السلطان فأذن وكان السلطان لا يحبه لأجل أنه صنف حواشى التلويح باسم السلطان بايزيد خان في حياة والده محمد خان فدخل مصر وقرأ المغنى وقرأ صحيح البخارى على بعض تلامذة ابن حجر العسقلاني ثم رجع إلى الروم فأعطاه محمدخان مدرسة ازنيق ثم إحدى المدارس الثمان ومات ببروسا في سلطة بايزيد خان ومن تصانيفه حواشي التلويح وحواشي شرح تلخيص المعاني والمطول وحواشي شرح المواقف.
(قال الجامع) قد طلعت حواشيه للتلويح وحواشيه للمطول وحواشيه لشرح المواقف وحواشيه لتفسير البيضاوي وغير ذلك وكلها مملوءة من تحقيقات تتشنف بسماعها الأذان وتدقيقات يطرب بالاطلاع عليها الكسلان وسيأتي ذكر جده محمد بن حمزة الفناري ووالده محمد شاه وعمه يوسف بالى وابن عمه على بن يوسف وابنى ابن عمه محمد شاه بن علي ومحمد بن علي. وقد ذكره شمس الدين السخاوى في الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع وقال حسن جلبى معناه سيدي ابن ملا شمس الدين محمد شاه بن محمد بن حمزة الرومي يعرف كسلفه بالفناري وهو لقب لجد أبيه لأنه فيما قيل لما قدم على ملك الروم أهدى له فنيارًا فكان إذا سأل عنه يقول أين الفنرى فعرف بذلك ولد حسن سنة أربعين وثمانمائة ببلاد الروم ونشأ بها واشتغل على ملا فخر الدين وملا طوسي وملا خسرو حتى برع في الكلام والمعانى والعربية والمعقول وأصول الفقه وجل انتفاعه بأبيه وعمل حاشية ضخمة على شرح المواقف وأخرى على المطول كبري وصغرى (١) وأخرى على التلويح وغير ذلك وقد قدم الشام سنة سبعين فحج مع الركب الشامى وورد القاهرة قريبًا من سنة ثمانين ولما قدم هناك أخبرت أن ابن الأسيوطي استعار حاشيته على المطول وزمانه كتب عليها حواشي وأوقفه هو على كراريس كتبها على البيضاوى فردها عاجلا مصرحًا بعدم رضائها وبادر بطلب حاشيته غير ملتفت لما زعمه إهمالا بشأنه مات ببلاده في جمادي الآخرة سنة ست وثمانين وثمانمائة انتهى.
(حسن بن منصور) بن محود فخر الدين قاضيخان الاوزجندي الفرغاني كان إمامًا كبيرًا وبحرًا عميقًا غواصًا في المعانى الدقيقة مجتهدًا فهّامة أخذ عن ظهير الدين الحسن بن علي المرغيناني عن برهان
_________
(١) قلت حاشيته الصغرى على شرح المختصر لا على المطول ولم يكن له على المطول إلَّا حاشيته المشهورة
1 / 64