ج- مثال ثالث:
ومن الأمثلة التي جاءت على أسلوب الأمالي في هذا الكتاب:
أن البلقيني قد يعلّق على شيء من كلام الشيخ ابن عبد السلام، ثم ينتقل عنه إلى فقرة أخرى ويبدأ التعليق عليها بدون واوٍ استئنافية، بل يبدو في هذه الحالة وكأنه قطع كلامه السابق؛ لأنه انتهى مما يريده من التعليق عليه، وانتقل إلى ما بعده من الكلام مباشرة بدون داعٍ إلى واوٍ استئنافية (كما يحدث مثل ذلك أيضًا في أثناء الكلام الشفهي) (١).
سادسًا: منهح الكتاب:
١ - المنهج العام الذي سار عليه البلقيني في الكتاب:
١ - يسوق البلقيني أولًا نص كلام الشيخ ابن عبد السلام من كتابه (قواعد الأحكام) بالمقدار الذي يرى أنه بحاجة للتعليق عليه بما يريده، فإذا انتهى من النقل، بدأ في التعليق عليه بقوله: (يقال عليه). هكذا سار البلقيني في منهجه العام في نقل نصوص كلام الشيخ ابن عبد السلام، ثم في التعليق عليها (٢).
٢ - لا يطيل البلقيني الكلام في تعقباته وتعليقاته على كلام الشيخ ابن عبد السلام، وإنما يأتي عادةً بكلام موجز مقنع.
٣ - امتاز منهج البلقيني في نقله نصوص كلام الشيخ ابن عبد السلام، أنه حَرَص على ذكر عناوين فصول تلك النصوص حسب ما جاءت عند الشيخ ابن عبد السلام في كتابه (قواعد الأحكام)، فيقول البلقيني مثلًا:
_________
(١) ينظر لذلك مثلًا: النص ٥٥٠ و٥٥٢ ففيهما نموذج من هذا الأسلوب في كلام البلقيني.
(٢) وسيأتي بعد قليل شيء من التفصيل عن طريقة البلقيني في نقل عبارات ونصوص الشيخ ابن عبد السلام.
1 / 31