53 - أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن بقاء الخشاب، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبي، نا أحمد بن إبراهيم، نا قاسم بن أحمد التبوذكي، نا معاذ بن الوزير، نا الفضل بن نبهان المهري، قال: سمعت سفيان بن سعيد الثوري يقول: قصرت همة امرئ عجز عن إدخال السرور على أخيه بإرفاق عن يد، أو إعانة بجاه، أو رد غيبة، والله لقد أدركت أقواما ما كانوا يرون أن قدرتهم على ما ملكوا من هذه الدنيا تتجاوز قدرة من أتاهم، ولقد كانوا يسرعون بالنوال قبل السؤال، ويستفتحون باب الطلب للرجال، ويؤثرون إخوانهم وهم في غاية من الإقلال، وما أخذوا ذلك عن اختيارهم من أنفسهم، ولكن عن إلهام من خالقهم، ولقد ألهم ذلك أقواما ارتضاهم لنصرة نبيه صلى الله عليه وسلم، وجعلهم أئمة لدينه، ثم شكر ذلك لهم، وأثنى به عليهم فقال في كتابه يصف قوما {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} بوأهم الله منزلا محمودا من جنته، وأعطاهم ما أمل -وفوق ذلك- من كرامته، فلو عاينت ما صاروا إليه من هبته، وناوله بدار #76# الخلد من فضل نعمته لأعملت نفسك في الازدياد من طاعته، ولعطفتها على ما يقرب من محبته وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم [إذ] يقول: ((إن من الشعر حكمة)). أنشدني بعض الشعراء: [الخفيف].
وأرى نعمة عليك من الله ... فكن شاكرا تجده مفيدا
لم ينلك الذي أنال لتطغى ... وتباهي بذاك خلقا عنودا
أو تضم البلاد بعضا إلى بعض ... وتنسى بذاك خلا ودودا
لا ولا تمنع الحقوق التي فيه ... أخا واصلا ولا مستفيدا
إن دين الإله سمح فسمحه ... بإعطاء وطارف مجهودا
فبحق الإله حلف أخ بر ... خليق لحلفه أن يعودا
Page 75