Fatinat Imbaratur
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
Genres
فتنهد الفتى وقال: إني أشكر لطفك جدا يا سيدتي، إلى الآن لم تعرفيني باسمك الكريم. - وماذا تستفيد من معرفة اسمي إذا قلت لك أني أدعى جوليا هارتمان مثلا؟ - الحق أني لا أعرف جوليا هارتمان. - إذن حسبك أني صديقة ناصحة لك. - أشكرك، قلت أن ثمة مصلحة مشتركة بيننا. ترى ما هي؟ - هي هذه، أنت تحب الفتاة ... - جدا جدا وهي تحبني أيضا. - حسنا، ويهمك قبل التمادي بهذا الحب أن تعرف حقيقة أمرها؟ - نعم، قد يهمني. - بل يهمك جدا أن تعرف كل من كان ذا علاقة بها لئلا تفضي علاقتك بها إلى مشكلة مستحيلة الحل. - كذا كذا. - ويهمك أيضا أن تكون أنت وولي أمر الفتاة على وفاق، وإلا استحال عليك الوصول إلى الفتاة. - بالطبع بالطبع، إن الطريق الموصول إلى الفتاة هو ولية أمرها؛ فهل في وسعك أن توفقيني مع البارونة برجن؟ - هذا يستحيل. - لماذا؟ - لأن مصلحة البارونة تقضي بإقصاء الفتاة عن كل إنسان. - إذن ما العمل؟ - الوسيلة الوحيدة هي رد الفتاة إلى تحت ولاية ولي أمرها الشرعي الحقيقي. - تعنين أن البارونة مختلسة الفتاة اختلاسا. - نعم، وولي أمرها الحقيقي لا يدري أين هي؟ - وهل أنت تعرفينه؟ - أعتقد أني أعرفه، بيد أني لا أقدر أن أقول شيئا قبل أن أتثبت من الحقيقة. فماذا تعرف أنت عن الفتاة؟ - لا أعرف غير الظواهر. - هل اجتمعت بالفتاة؟ - نعم، ولكن فترات قليلة سرا. - أما سألتها عن أمرها؟
فتردد الفتى وقال: لعلها لا تعرف غير الظواهر أيضا. - عليك أن تقول لي كل ما عرفته لكي تسهل لي المشروع الذي اتفقنا عليه . - أي مشروع ؟ - مشروع رد الفتاة إلى ولي أمرها الشرعي. - إلى الآن لم أفهم مصلحتك في كل ذلك يا مدام. - عفوا، لك حق أن تستوثق مني، فما أدراك أن أكون أنا ذات صلة كبيرة بالفتاة؟
فحملق جوزف في المرأة وقال: تعنين ...؟ - لا أقدر بأن أصرح لك الآن أكثر مما صرحت، وإنما أحذرك من التمادي بحب الفتاة قبل أن ينجلي لك كل غامض من أمورها، وإلا وقعت في ورطة حبك وقعة مهلكة. فلكي تنجو من هذه الورطة يجب أن تتفق معي، وأن تقول لي كل ما تعرفه عن الفتاة تسهيلا لعملي بهذا الشأن. - إن ما أعرفه عن الفتاة قليل جدا قد لا يفيدك. - ما هو؟ - هو سر استأمنتني عليه الفتاة. - من مصلحة الفتاة أن تقول لي هذا السر، ولعل في هذا السر مفتاح مشروعنا.
وما زالت تحرجه حتى قال: إن الفتاة لا تعرف نفسها إلا ربيبة دير الراعي الصالح، ومنذ سنتين سلمتها رئيسة الدير إلى مرغريت ميزل، وإنها لا تعلم لها أبا ولا أما، وإنها مسرورة جدا مع مرغريت. - وهل ذكرت لك البارونة برجن؟ - لا، وإنما هي ترى سيدة تزور مرغريت نادرا، ولكنها لا تعرف اسمها، بيد أنها لاحظت أن هذه السيدة تنفق عليهما بسخاء.
فهزت نينا رأسها قائلة: طبعا. أهذا كل ما تعرفه عن الفتاة؟ - لا أعرف أكثر، وإنما حتمت الفتاة علي ألا أبوح بكلمة من ذلك. - لا تخف إني صديقة مخلصة للفتاة وبالتالي لك، فكن مطمئنا، إني أخدمكما خدمة عظمى، وجل ما أطلبه منك أن تكتم حتى عن الفتاة خبر اجتماعنا هذا، وأن تتئد في مقابلة الفتاة وتحاذر ما استطعت لئلا تفسد مشروعنا، وسنجتمع حين أرى اجتماعنا لازما. إلى الملتقى الآن. حاذر أن تذهب الليلة إلى غير منزلك.
أما الفتى فعاد إلى منزله، وأما نينا فاجتمعت بفون درفلت، وقص عليها ما حدث وأراها صورة الفتاة، فتحايلت عليه وأخذتها منه على وعد أن تردها إليه.
الفصل السابع والعشرون
مآزق
في عصر اليوم التالي أذن الإمبراطور فرنز جوزف للبارونة ليوتي أن تمتثل بين يديه بناء على رجاء كاتب سره الثاني فون درفلت؛ لأن الإمبراطور يثق أن هذا الخادم الأمين لا يرجو مولاه في أمر إلا إذا كان واثقا أنه يرضيه.
وكانت البارونة قد استوفت جميع صنوف التبرج تحاميا لأنفة جلالته، فتلقاها راضيا وتناول منها رسالة في يدها قائلا: هذه عريضة منك؟ - بل من أمة مولانا مدام كاترين شراط؟
Unknown page