توفي ﵀ أوائل العام الثاني والعشرين بعد تسعمائة. وقال صاحب تاريخ السودان: سيدي أبو القاسم توفي في العام الخامس والثلاثين بعد تسعمائة انتهى. وروي أن الناس ازدحموا على نعشه في ليلة مظلمة وتصادموا حتى سقطوا على الأرض جميعا، وبقي النعش في الهواء بقدرة البارئ سبحانه [حتى قاموا] (^٦٥) ورأى الناس هنالك جماعة كثيرة غير معروفين، وذلك من كراماته. وهو الذي ابتدأ المقبرة الجديدة التي هي المقابر اليوم بعد ما امتلأت المقبرة القديمة التي حول المسجد وجعل عليها السور، ودفن في المقبرة الجديدة، ودفن فيها معه كثير من الصالحين. وقيل إن معه هنالك خمسين رجلا تواتيين أمثاله في الصلاح، والحمد لله رب العالمين.
٥٢ - [أحمد بن هكّ الكلادي]
سيدي أحمد بن هكّ الكلادي (^٦٦) - رحمهما الله تعالى -.
كان - رحمه الله تعالى - يدرس الفقه والعربية والتفسير والحديث ومقامات الحريري درسا حسنا. بلغني أنه قرأ مختصر خليل ست مرات.
لقي من التقشف والتبتل وتجرع المرارات في طلب العلم ما لا مزيد عليه. حضرت دوله الثلاثة مرارا، أعني محمد بن محمد الأمين الكلادي، رحمه الله تعالى، الفقه والتفسير والعربية. وربما غلب عليه البكاء في مجلس التفسير فيقوم عن الناس ويذهب إلى الخلاء، وربما غلب عليه الخشوع أياما لا يحضر مجلس التفسير. وكان يوما يفسر وفي يده تفسير ذي الجلالين، فقال للطلبة: سقط هنا شيء. فقالوا له: إن الكلام مستقيم لم يسقط شيء، فأبى إلاّ أن يكون مسقط، فأخذوا نسخة أخرى فوجدوه كما قال، فقال لهم: إني أعرف تفقد كلمات هذا الكتاب
_________
(^٦٥) زيادة في ج.
(^٦٦) هكذا في ج، وتختلف المخطوطات الأخرى فتكتب اباه (أهذا) ونسبته بالقاف: القلادي.
1 / 70